حسين بن عبدالخالق اللواتي
تسمياتها عديدة وكثيرة، أهمها الرقاقة، الشريحة، المعالج، أشباه الموصلات. والأخير هو الإسم العلمي الصحيح.
وهي العقل أو القلب الحقيقي للكمبيوتر، ولكل الأجهزة الإلكترونية، من هواتف وشاشات ورادارات وسيارات وطائرات وراديوهات وتليفزيونات وو.
هذا الرقاقات، أو المعالجات، منها الصغير والمتوسط والكبير، والبطيء والسريع، والسريع جدا، والسوبر سريع، وصلت الآن إلى السوبر سوبر سريع، مع صغر حجمها، ولهذا سميت برقاقة.
كلما زادت الدوائر الكهربائية (ترانزستورات) في رقاقة ذات حجم صغير، زادت سرعتها، وزاد عملها وفعاليتها، كذلك زاد تعقيد تصميماتها الهندسية، وبالتالي صعوبة صناعتها.
هناك شركات قليلة في العالم كله، تستطيع صناعة أصغر المعالجات حجما، وأكثرها سرعة، أشهرها شركة إنتل الأمريكية، وشركة AMD المنافسة لها، وشركة كوالكوم، وهي شركات أمريكية أيضا، وهناك شركة واحدة تايوانية هي الأكبر في العالم كله، وشركتين صينيتين كبيرتين.
الآن منعت الولايات المتحدة شركاتها من بيع هذه المعالجات أو الرقائق للشركات الصينية، وذلك بعد تفوق هواتف شركة هواوي على هواتف الآيفون و السامسونج، في المبيعات، والتقدم العلمي.
وزادت أمريكا ضراوة حربها ضد شركة هواوي، عندما منعت شركات العالم كلها، من بيع معالجاتها لهواوي، وإن كانت شركات من تايوان والصين نفسها.
وذلك تحت طائلة تهديدات وضعها في القائمة السوداء، ومنع دخول وبيع منتجاتها، في أسواق أوروبا، وأمريكا، والهند، والشرق الأوسط، بل في كل دول العالم تقريبا.
والغريب أن أصغر وأدق وأسرع معالج هو من تصميم شركة هواوي نفسها، ولكنها كانت تصنعه في الشركة التايوانية، وفي الشركات الأمريكية، كبادرة طيبة منها، ولحسن نواياها، ودلالة على التعاون التجاري والعلمي، بين كل دول العالم، كما تقضي نظرية الإقتصاد الرأسمالي الحر.
وبعد المنع، ووضعها في القائمة السوداء الأمريكية، لضربها والقضاء عليها، تورطت هواوي وندمت على عدم صناعة معالجاتها المتقدمة، في بلادها، ومن قبل شركة من شركاتها، ولكن حيث لا ينفع الندم.
بسبب هذه الغلطة الكبيرة، ولحسن الظن في الغربيين، دفعت وتدفع شركة هواوي الثمن غاليا، حيث تأخرت وتدهورت مبيعاتها العالمية، ولولا سوقها الكبير في بلادها، لإنتهت في وقتها، وأقفلت أبوابها.
شركة هواوي تستطيع صنع معالجها المتقدم، وكل معالجاتها الصغيرة والكبيرة بنفسها، وفي بلادها، وبأيدي صينية صرفة، فهي لديها أحسن المهندسين والعلماء والمصنعين في العالم، وأكثرهم عددا.
وإستمر ترامب، ومن بعده الإعلام الغربي، مازالوا مستمرا في إدعاءاتهم غير الصحيحة، وغير العلمية، بإن الصين لا تستطيع صناعة معالجاتها المتقدمة، من دون الأدوات والبرامج الغربية، في تصميم الخرائط الهندسية للمعالجات، وفي عمليات التصنيع لها، لأنها أدوات غربية الصنع، وهي تمتلك براءات إختراعها!
طبعا هذه الإدعاءات غير صحيحة، فكل إختراع جديد، على إختراع قديم، لا يعطي للمخترع القديم، الحق في تملك الإختراعات الجديدة للآخرين، خاصة الإختراعات المختلفة عنه، هكذا هي قوانين الملكية الفكرية، التي وضعتها أمريكا نفسها.
ولكنها تصرفات غوغائية للقوي الغاصب، كأن العالم كله غابة مملوكة له وللغرب.
ولكن ترامب من فرط جبروته، لم يفطن إلى أن هكذا مقاطعة فجة، تضر بالشركات الغربية في الوقت نفسه، حيث تفقد مبيعات بالمليارات، كما تفقد المشاركة في التقدم العلمي الصيني الجديد.