عُمان: إعداد- وردة بنت حسن اللواتية
تعد دار الحنان أحد مشاريع الجمعية المستدامة للجمعية العمانية للسرطان، وقد افتتحت أبوابها في يناير 2011 لاستقبال أي طفل مصاب بالسرطان دون سن 17 عامًا وأسرته من المقيمين خارج محافظة مسقط من كافة الجنسيات؛ وقد استضافت 538 أسرة منذ افتتاحها.
وذكرت يؤثر بنت محمد الرواحية مؤسسة الجمعية السبب الذي جعلها تنفذ هذا مشروع، وذلك في الكلمة التي ألقتها بمناسبة مرور 10 سنوات على افتتاح الدار، حيث قالت: دار الحنان تعد الملاذ لصغارنا مرضى السرطان وعائلاتهم وهم يخوضون صراعهم الصعب ضد المرض، فكم أزعجني رؤية الأهل الذين كان أطفالهم في قسم الأورام، وهم ينامون في العراء أو في سياراتهم بسبب نقص المرافق أو عدم توفر فنادق للسكن فيها.
وقد قيل لي مرارا: إن مهمة فتح الدار ستكون مستحيلة، خاصة أنها ستكون مجانية، ولكني كنت مقتنعة بالمضي في تنفيذ برنامج هذا المشروع المدروس جيدا، والحمد لله في غضون عام فتحنا أبواب الدار، وها نحن نحتفل بمرور 10 سنوات على افتتاحها، وسنكمل برامجنا في مجتمعنا، والتي لا يمكن أن تتحقق بدون التعاون بين القطاعين العام والخاص.
التحديات
أما د. وحيد بن علي الخروصي رئيس مجلس إدارة الجمعية فقال: دورنا الأساسي هو أن نكون مكملين داعمين لنظم تقديم الصحية في البلاد أثناء السلم والأزمات، ولا تنحصر أولوياتنا في دعم مرضى السرطان وعائلاتهم فقط، ولكن مسؤوليتنا هي تقدير التحديات التي يواجهونها، وتقديم الحلول لهم.
حيث نجحت الجمعية في تعديل تفكير المجتمع بشكل إيجابي حول السرطان الذي يعد من أكثر الأمراض تكلفة، خاصة إذا كان اكتشافه متأخرا بسبب قلة الوعي وتأخر التشخيص، والسرطان يفرض تحديات متنوعة ويؤثر سلبا على الناتج المحلي للبلاد، وفي السلطنة الحمد لله يحصل المرضى على العلاج مجانا في المؤسسات الصحية الحكومية.
وأضاف: لكن إدارة السرطان تحتاج إلى نهج شامل، وهنا يأتي دور المنظمات غير الحكومية والمجتمع ليؤدوا دورهم التكميلي. ودار الحنان تقدم خدمة لأطفال السرطان وأسرهم القاطنين خارج محافظة مسقط، والذين يحتاجون إلى بروتوكولات للعلاج في العيادات الخارجية، والتي تتطلب زيارات متكررة أسبوعيا إلى مركز الأورام.
ونرحب بالدار بجميع أطفال السرطان من جميع الجنسيات، بشرط أن يكونوا من المقيمين خارج محافظة مسقط، وتمت إحالتهم من قبل أخصائي الأورام. حيث نوفر لهم غرفة بحمام داخلي للطفل والوالدين، وطفل مرضع، بحد أقصى 4 أشخاص في الغرفة.
وأكد د. وحيد الخروصي قائلا: دار الحنان عبارة عن مشروع إنساني، وقد عملت الدار بشكل طبيعي خلال جائحة كورونا، ونحن فخورون بأننا لم نشهد تجربة واحدة لحالة إيجابية بالفيروس في الدار، وهذا بفضل تطبيقنا للضوابط الصارمة للجنة العليا لكوفيد 19، والتزام القاطنين بالدار مشكورين بهذه الاحترازات الصحية، فليس من السهل إدارة 64 شخصا يقيمون تحت سقف واحد ومن خلفيات مختلفة.
وهناك بالطبع تحديات تواجهنا، فالدار هي مبنى مستأجر وغير قابل للتوسع، ولدينا قائمة انتظار طويلة من عدة عوائل، ولكن للأسف لم نستطع استقبالهم لعدم توفر مكان لهم، فالدار مصممة لاستيعاب حوالي 50 عائلة مع توفير مرافق عازلة لهم. كما أن جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على الجمعية، خاصة في مسألة توفير التمويل لها من الرعاة، مما أدى إلى حدوث بعض الصعوبات.
وذكر أن الدار حصلت على عدة جوائز، حيث فاز مشروع دار الحنان بجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي في عام 2015 وحصل على المركز الأول، كما فاز بجائزة دول مجلس التعاون الخليجي للخدمة العامة في عام 2015م.
دور إنساني
من جانبها أشادت صاحبة السمو السيدة منى بنت فهد آل سعيد الراعية الفخرية للجمعية في كلمتها بالدور الذي تقوم به الدار، حيث قالت: إن الدور الإنساني الذي قامت به الدار من خلاله ترجمة الرسالة الإنسانية التي تبنتها الجمعية العمانية للسرطان، قد ساهم بشكل كبير وفاعل في تغيير حياة الكثيرين من الأطفال في ربوع السلطنة، وذلك لما وفرته الدار من تسهيلات، خاصة للأطفال من الأماكن البعيدة عن العاصمة، والذين يتحمل ذووهم مشقة المسافة للانتظام في مواعيد العلاج، ولقد كان لهذه الدار دور كبير في صناعة الفارق الكبير، والأثر في نتائج العلاج الذي أصبح متيسراً في مستشفيات السلطنة المتخصصة.
وتابعت قائلة: لقد أسهمت الدار في دفع المشقة عن كثير من الأُسر التي شاءت القدرة الإلهية أن يُبتلى أحد أطفالها بمرض السرطان، الأمر الذي كان له بُعد إنساني كبير في تغيير حياة الكثير من الأسر في ربوع البلاد.
إن الدور الذي تقوم به الجمعية العمانية للسرطان، والدور الإنساني الرائع الذي قدمته دار الحنان يأتي متكاملاً ومنسجماً مع جهود القطاع الصحي من العاملين في وزارة الصحة ومختلف المستشفيات في مجابهة هذا الداء، وهو دور يشهد له الجميع، وهو مثال يجب علينا أن نضعه موضع التقدير، وأن نقف معه، وندعمه بكل أوتينا من قوة وتصميم.
الجدير بالذكر أن الهدف من إنشاء الدار هو توفير مقر لإقامة الأطفال المصابين بالسرطان المقيمين خارج محافظة مسقط، بحيث يكون بالقرب من مركز الأورام في المستشفى السلطاني، حيث لا تتمكن بعض العائلات من مواصلة علاج أطفالها بسبب عدة تحديات تصادفها، كتكاليف الإقامة؛ ووسائل النقل؛ والوجبات، وأيضا يكون على العائلة رعاية أطفال آخرين، وكنتيجة لذلك لا يتمكنون من نقل أطفالهم المصابين بنقص المناعة إلى مركز العلاج.
كما تم خلال الحفل تدشين الطابع البريدي الخاص بالدار، والذي يحمل شعار الدار، وأقيم الحفل تحت رعاية معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة.