Image Not Found

الاستعداد لأعمال المستقبل

حيدر اللواتي – لوسيل

لا يختلف اثنان على أن الاختراعات والاكتشافات والتقنيات الحديثة سوف تعمل على حدوث نقلة نوعية في المهن والاعمال التي سوف يمارسها ويمتهنها الناس في حياتهم مستقبلا. وأقل مثال على ذلك يتعلق بآلة جهاز التصوير المرتبط بالفيديو صغير الحجم معلقة على جسم الطائرة لالتقاط صور المناسبات والانشطة وحركات الناس من الأعلى دون أن يحسوا بذلك. مثل هذه الأعمال كانت تحتاج في السابق إلى تواجد عشرات الاشخاص لتجهيز طائرة هليكوبتر وطيار ومساعده بالإضافة إلى إحضار رجل التصوير للقيام بنفس المهمة. وهذا نموذج لتغيير واحد في مهنة التصوير من الأعلى، فيما من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة الكثير من الانشطة التي سوف تمارس من خلال الآلة والتقنيات الحديثة بدلاً من قيام الانسان بذلك، وبالتالي سوف تختفي الكثير من الوظائف والمهن الحالية، وستظهر وظائف أخرى من خلال أساليب العلم الحديث واستخدام الأجهزة الالكترونية التي تعتمد على التقنيات الحديثه بما في ذلك إجراء العمليات الجراحية المعقدة في جسم الانسان.

تقرير الوظائف لعام 2020 الذي صدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بنسخته الثالثة شمل الكثير من البيانات التي تتعلق بهذه الجوانب مع الخرائط والمهارات التي سيمارسها الشباب مستقبلاً من خلال ما تم التوصل إليها من الدراسات والاستطلاعات وبيانات وافادات دوائر الموارد البشرية في المؤسسات والشركات للاعمال والوظائف المطلوبة.

والجائحة التي نمر بها تُسرّع من تحقيق أهداف التقنية طويلة الأجل، فيما تعمل القوى العاملة العالمية على إلغاء 85 مليون وظيفة في السنوات الخمس المقبلة نتيجة لأتمتة البرامج. ومن هذا المنطلق، ستعمل الشركات التكنولوجية إلى تغيير المهام والوظائف والمهارات بحلول عام 2025 وفق التقرير. كما يتضح من بيانات الشركات أن حوالي 43% ممن شملها الاستطلاع تؤكد على أنها مستعدة لتقليل عدد العاملين لديها، مع التوجه نحو العمل الالكتروني في ظرف السنوات الخمس المقبلة، الأمر الذي سيؤدي إلى تقسيم العمل بالتساوي بين أصحاب العمل والآلات تقريبًا.

وهذا لا يعني بأن دور الأفراد سوف ُيلغى أو يَقل في تقديم تلك الاعمال والمهن، وإنما سيتم توجيهها من خلال أشخاص ملمين بعلوم وتقنيات حديثة، بحيث ستخلق ثورة الروبوتات 97 مليون فرصة عمل جديدة في الأسواق التي ستتطور مع تطور الاقتصادات وأسواق العمل في العالم.

وهذا الأمر يتطلب من حكومات المنطقة تأهيل وتدريب شبابها للتوجه نحو التخصصات التي تتميز في مجالات التكنولوجيا مثل الذكاء الصناعي، بجانب دراسة العلوم التي تساعد في تحقيق الأعمال الحديثة وبصورة سريعة وتلك التي تتميز بالجودة. كما أن هذه الأسواق سيكون لها دور متزايد وطلب مستمر على تحقيق وظائف الاقتصاد الأخضر المعتمد على استغلال الطاقة الشمسية والرياح للمضي قدما في تطوير المؤسسات والتقليل من مشاكل البيئة، بجانب العمل في مشاريع الذكاء الاصطناعي والهندسة السحابية التي تقوم بتشغيل تلك الاجهزة الحديثة. ووفقا للتقرير فان تلك الاعمال ستحتاج إيضا إلى التفاعل البشري في الاقتصاد الجديد وفي عمليات التسويق والترويج التجاري، الأمر الذي يتطلب تعزيز مهارات الاشخاص في الإدارة الذاتية وتتبع أنواع المهارات المتخصصة المطلوبة لوظائف الغد بدقة غير مسبوقة، مع إعادة التدريب للذين على رأس أعمالهم، وقيام الشركات باتخاذ الخطوات المطلوبة للتكيف مع هذا الشأن.