تغطية: د. حيدر بن عبدالرضا داوود
استضاف مجلس الخنجي المرئي هذا الأسبوع المكرمة د. لبنى الخروصية للتحدث حول كيفية التواصل مع الحدس وتسخير الحدس وقدرته على الاستماع إلى الأمور التي تحدث في الحياة مع تقديم بعض الأدلة في هذا الجانب. حضر الجلسة عددا من رجال الاعمال والمهتمين بهذه القضايا.
بدأت الدكتورة جلستها بالتحدث حول مخ الانسان الذي ينقسم إلى قسمين، حيث يرتبط كل منهما بوظيفة أو وظيفتين متخصصتين على الرغم من وجود بعض التداخلات الوظيفية في ما بينها، مشيرة إلى أنه في المناطق الحسية الأولية تستقبل الإشارات. ومن وظائف ذلك أيضا التحكم في الانتباه والتفكير المجرد والسلوك ومهام حل المشكلات وردود الفعل الجسدية والشخصية. وقالت أن مكونات العقل البشري تضم الرامات “الذاكرة العشوائية مثل ذلك في الهواتف والحواسيب وكذلك العقل الواعي، فيما هناك القرص الصلب الخاص بالانسان والعقل الباطن، ووجود جهاز مثل الانترنت – العقل الكوني ، بالاضافة إلى وجود البرمجيات التي تحتوي على المعتقدات والتصورات، وأخيرا الفيروسات التي تعمل على الحد من المعتقدات. وأكدت أن هناك رابط بين الجسد المادي ومعتقدات الفكر وعواطف الانسان، وكذلك الفكر والتنبؤ بالمعتقدات والشعور. وينتج عن تفاعل هذه الاجهزة والتفاعلات الخوف أو الضجر او الغضب او الحزن أو العزلة او اليأس او الهذيان.
وقالت أن هناك آلاف من الرسائل تصل إلى المخ ويتم تسجليها في الدقيقة الواحدة، وهذه الرسائل والمعلومات مسجلة في القرص الصلب من المخ، وأن تكرار نفس الرسائل السلبية أحيانا ينتج عنها ضرر للشخص. فاذا قيل للطالب في المدرسة بأنك غير فهيم في الرياضيات، فان ذلك يخلق شعوراً لدى الطفل بذلك، وهكذا في بقية الأمور. وقالت بأن الروح تعطي للانسان أموراً معينه، ولكن العواطف لها تأثير في ذلك. وطالبت بعدم أخذ الأمور بغضب لأن ذلك يؤثر على صحة الانسان وعملية الهضم. كما طالبت بعد الاستمرار في عملية الحزن لمدة طويلة لأن ذلك يؤثر على القلب أيضا. وكلما ينسى الانسان أموراً معينة فان ذلك يؤدي إلى راحته مثل الحالات في المرض أوالمشاكل العاطفية. كما أن الاعتقادات الخاطئة تؤثر أيضا على صحة الانسان بأن يعتقد الشخص عند مرضه بأنه مصاب بالسرطان نتيجة لوفاة جدته ومن ثم أمه بهذا المرض في السابق، وعليه يسحب هذا الأمر على نفسه أيضا.
وقالت بأن عملية العواطف لها دور في تحقيق بعض الغايات، فعندما يبكي الطفل فان الأسرة تحاول إرضاءه وتحن عليه وتأخذه في أحضانها، وفي الحالة الاخرى تتركه يبكي. ففي الحالة الأولى يستوعب الطفل أنه إذا بكى فان الاهل سوف يعطفون عليه ويعطونه ما يريد، ولكنه يتعلم في الحالة الثانية بأن عليه الانتظار.
وتحدثت عن الروح قائلة أنها خالية من الاصوات الكريهة، فاذا أخرجت صوتاً كريهاً فان ذلك لا يعني بأن روح الانسان هي التي تتحدث، بل حدث ذلك لأمر ما لإخافة الطفل على سبيل المثال. وأضافت أن التعليم يؤدي إلى حدوث العديد من التغييرات في فهم وتصرفات الانسان. فالروح من أمر الله، وكل من القلب والعقل مرتبطان بالروح، ولهما علاقة قوية بالروح. أما المخ فهم مثل الكتاب يخزن كل شيء، بينما القلب مثل كتاب الأسئلة. فاذا قلت للطفل أحيانا أذا عملت كذا وكذا فانك تحصل على شيئ معين، فان الروح في هذه الحالة تتجاوب بسرعة. وكلما نوى الانسان شيئا جيداً لتحقيقه في الحياة، فهو سيتمكن من تحقيق ذلك، وكلما غيّر رأيه في أمور ومعتقدات وشخصيات فانه سوف يغيّر أسلوبه في التعامل معهم. ولكن إذا كانت الروح لا تريد أن تعمل شيئاً، فان الاجابة ستكون سلبية لدى الشخص، وإذا كانت الاجابة إيجابية فانه ينجح في تحقيق مراده.
ثم أجابت الأستاذة لبنى على أسئلة الحضور من واقع موضوع تسخير الحدس وقدرته على الاستماع، والعلاقة بين الروح والنفس، وكذلك حول تناسخ الأرواح وأهداف الاديان من ذلك، والفرق بين معنى الروح والنفس، حيث أكدت على ضرورة أخذ الامور من ناحية الحب والتعاطف، الأمر الذي يساعد على تحقيق الامور بكل إيجابية.
يذكر أن د. لبنى تدير أعمالها من خلال منظمة DIRA وهي منظمة روحية للعافية، وتعلّم الناس كيفية التواصل مع حدسهم ونورهم في عملية تسمى التوجيه. وتتمثل رؤية DIRA في إحداث تحول عالمي للبشرية من الانفصال إلى الوحدة. كما أنها مؤلفة لعدد من كتب الأطفال حول مواضيع الحب، التي تتحدث عن غناء أغنية الحب بطرق رائعة وممتعة وجذابة للأطفال. وهذا المشروع هو من أجل إتاحة الفرصة لمشاركة الأطفال الصغار في الحقيقة المتأصلة بأن كل شيء مصنوع من الحب، بما في ذلك الأشياء في الطبيعة والكون والبشر. ومؤخراً نشرت د. لبنى للبشرية المجلد الأول منها كتابها حول الإنسانية، وهي مجموعة شعرية موجهة لهم. والكتاب عبارة عن عرض للحب يقدم إرشادات حول فهم الحب والإجابة، عليه وكيفية التعامل مع الحياة والعالم، والتعامل مع الألم، والمرض والعيش بأروع الاحتمالات المتاحة للجميع، والعيش بأروع إمكانية متاحة للجميع.