حيدر اللواتي -لوسيل
من الصعب جداً أن نعدّد الأحداث التي شهدها عام 2020 على مختلف الاصعدة، إلا أن جميع شعوب العالم ربما تتفق بأن تفشي وباء كوفيد-19 كان الأبرز بين الأحداث الذي حمل مواجع للبشر بأجمعه. فخلال عام 2020 فقد الكثير من الناس أحباءهم بسبب تفشي المرض، وما زال الكثير منهم طريح المستشفيات والفراش يتلقون العلاج، فيما لم تتوقف الساعة عن حساب الذين يرحلون عن الدنيا حتى اليوم.
عام 2020 انهارت فيه المؤسسات التجارية، وتراجعت فيه دخول الافراد وأصبح البعض يعاني من الفقر والجوع، بالاضافة إلى رجوع ملايين العمال الاجانب إلى دولهم بسبب تراجع الاعمال التجارية وإغلاقها وتوقفها. فقد أدى الاضطراب الاقتصادي الذي حصل في العالم إلى حدوث العديد من الأزمات المالية للحكومات ومؤسسات القطاع الخاص، وأثر على معيشة الناس وأعمالهم الحياتية اليومية، وتعطّل فيه الناس عن السفر المريح بسبب إغلاق المطارات ونتيجة للإجراءات الصارمة التي تم اتخاذها اثناء السفر وفي صالة المطارات وداخل الطائرات.
عام 2020 شهد اتخاذ الكثير من التدابير الصارمة من الحكومات تجاه مواطنيها للتقليل من حالات الإصابات من المرض الذي ما زال يهدد حياة البشرية بالرغم من توزيع اللقاحات. فخلاله تراجعت انتاجية الكثير من الدول، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الناتج العالمي بصورة كبيرة. فقطاع الطيران العالمي خسر كثيرا وأفلست عدد من الخطوط الجوية العالمية بسبب ذلك تراجع حركة المسافرين. كما خسرت أسواق المال والأسهم والسندات، بجانب تراجع انتاجية الكثير من المؤسسات. وأصبح الاعتماد كثيرا على برامج شبكات الانترنت والتواصل، وصار التعامل في إنهاء الأعمال اليومية للمؤسسات من البيوت والمنازل من خلال برامج الجلسات الافتراضية والمرئية.
هناك اليوم آمال كبيرة يود العالم تحقيقها في هذا العام 2021 الذي لا يمكن فصمه عن قضايا العام الماضي. فما زال آلاف العمال الوافدين مهددين بترك أعمالهم، في الوقت الذي يدور الحديث فيه عن تمحور فيروس كورونا في وجه آخر، مهدداً تلك الامال والطموحات ومستقبل البشرية.
ولكن في جميع الحالات، فان الكل بدأ يتعلم أموراً جديدة من هذا الوباء، وأن الحياة ليست سهلة كما كان يعتقدها الفرد منذ عام مضى، وأن من الضرورة أن يتبنى الفرد سياسات يمكن ان يعتّد بها في مثل هذه الأزمات، وأن يدخّر قليلا من المال لمستقبله وعياله بحيث لا يرى نفسه عالة على الحكومة وعلى العائلة والناس. أما الحكومات وخاصة في المنطقة فإنها بدأت تستوعب بأهمية المال، وأن جنيها وإدارة المؤسسات بصورة حديثة يتطلب العمل بالنزاهة والأمانة والحوكمة، وضرورة الابتعاد عن الغش والفساد والسرقة والتلاعب لكي تتمكن من بناء اقتصاداتها بكل كفاءة. كما كشفت لنا أزمات عام 2020 بأن القلة من العاملين يمكن لهم القيام بأدوار كبيرة في نفس المؤسسة، وهذا ما شاهدناه أثناء العمل من المنازل، وان البطالة المقنعة تعتبر ترفاً وتبذيراً في موارد المؤسسات والحكومات، وانه من الضرورة ان يعمل الجميع بمبدأ «الرجل المناسب في المكان المناسب».
عام 2020 كشف لنا بأن الاقتصاد العالمي سيتحول إلى الصين قريبا، وأن على المؤسسات ان تتبنى برامج تكنولوجية عديدة لتكون قادرة على مواجهة المستقبل. والقادم لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.