حيدر اللواتي – لوسيل
تبدي شركات التقنيات العالمية اهتماما متزايداً تجاه المواهب والأطفال في برامجها باعتبارهم الفئة المهمة التي سوف تعتمد على وسائل التقنيات الحديثة مستقبلاً، في الوقت الذي دفع وباء كوفيد 19 الكثير من أطفال العالم إلى الاعتماد واستخدام البرامج والاجهزة التقنية في مجال «التعليم عن البعد»، الأمر الذي يؤكد بأن العالم متوجّه في مختلف مراحل التعليم من الابتدائي وحتى الجامعي في الاعتماد على هذه التقنيات والبرامج خاصة في الاوقات الاستثنائية التي نمر بها في مثل هذه الجائحة.
شركات عالمية مثل هواوي وسام سونع وأريكسون وغيرها تنشر بيانات دورية عن هذه القضايا بضرورة تأهيل الكوادر البشرية في التقنيات من أجل تعزيز مظاهر التنمية الاجتماعية والاقتصادية في دولها مستقبلاً. وهذا ليس بخاف على جهود دول المنطقة في تأهيل مواطنيها في مختلف مناحي الاتصالات وتقنية المعلومات الرقمية، واستخداماتها في الحلول التطويرية ودعم مسارات التحول الرقمي لتلك الاعمال. فاليوم فان تقنيات المؤتمرات عبر الفيديو وبرامج الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية تشهد اقبالا متزايداً من الناس من خلال حضورهم لفعاليات المؤتمرات والندوات والمعارض ومناقشات القضايا الاقتصادية والتجارية الدولية، في الوقت الذي يأخذ وباء جائحة كوفيد 19 اشكالاً جديدة في التطور، الأمر الذي يزيد من مساهمة هذه البرامج والتقنيات، خاصة في فترات الاغلاق والتباعد الاجتماعي.
وهذا الأمر – بلا شك- يعزّز من اهتمامات الحكومات ورعايتها بتنمية قدرات الأطفال والمواهب في مجالات التكنولوجيا الرقمية باعتبارهم الجزء الأساسي من المجتمعات التي يجب الاهتمام بهم من أجل المستقبل الصناعي والاعمال التجارية، والتعافي الاقتصادي بشكل عام. ومن هذا المنطلق وضعت الدول برامج من أجل التحول الرقمي والابتكار والابداع، وقامت بتأسيس مراكز لتعزيز هذه الانشطة وتأسيس البنية التحتية لها من أجل تمكين المجتمع والأفراد في مجالات التقنيات الحديثة خلال المرحلة المقبلة.
وفي المنطقة الجهات المعنية بجهود متواصلة في قيادة التحولات التي تحصل في مجالات التعليم الحديثة وفي الاعمال التجارية، مع التركيز على تحفيز النشأ والاطفال والشباب وتوفير البرامج التي تهم تلك الفئات ومستقبلهم الدراسي، وتزويد المؤسسات التعليمية والتدريبية والمختبرات بالمهارات من أجل تمكينها في القيام بواجبها تجاه ذلك.
في الوقت نفسه، تبذل هذه الدول جهوداً متواصلة لمكافحة تفشي الجائحة، والمضي قدماً في مسارات التعافي الاقتصادي من أجل مواجهة التحديات المقبلة ومنها العمل على إعداد أجيال تعتمد عل القدرات اللازمة في مجال تقنية المعلومات والبرامج الضرورية التي تستخدم في قطاع التعليم والتصنيع والانتاج والخدمات الضروية. ويتحقق ذلك أجل إنشاء أجيال تتمتع بالخبرات اللازمة في هذه الحقول المهمة التي أصبحت لا غني عنها في حياتنا اليومية، والتي يتم تعزيزها من خلال الاستعانة بالمعارف والخبرات من أجل بناء القدرات اللازمة ليكونوا الأبناء قادة في هذه المجالات وغيرها من المجالات الأخرى التي تعتمد على التقنيات الحديثة التي توفر اليوم ملايين من الفرص والأعمال التجارية الجديدة للأجيال المقبلة.
الدور المقبل يقع على المؤسسات الأكاديمية في القطاعين العام والخاص من أجل تعزيز هذه التوجهات في مجالات التكنولوجيا والاتصالات وغيرها من العلوم التي يتطلع إليها الأبناء في المنطقة، الأمر الذي يتطلب من المجتمع غرس مفاهيم الابتكار والابداع في عقول النشء والاستثمار في تلك الأعمال.