محمد بن علي اللواتي
منير موسى ابراهيم هو ذلك العامل الهندي الذي تعرفت عليه في سنة ١٩٩٦م ، وبدء العمل معي كسائق ينقل اغراض الشركة وفي نهاية اليوم يقوم بتوصيل الموظفين الى بيوتهم.
طيلة هذه السنوات وهو يعمل بكل تفاني وجد واخلاص فلم يكن يجيد الجلوس في مكان واحد بل يحوم ويصلح كل ما طالته يداه بلا كلل وبلا ملل ، لم يتعلم القراءة والكتابة في حياته وبالكاد كان يجيد كتابة احرف اسمه باللغة الانجليزية وتلك الحروف كانت توقيعه ايضا.
هذا الشخص الامي الحاذق الذكاء والماهر بعمله صاحب الابتسامة الدائمة والقلب الطيب علم قيمة العلم وانه لولا ظروفه الخاصة لارتقى السلالم الوظيفية ولكان له شأن عظيم ، لهذا لم يقصر في تعليم ابنتيه صباح وفاطمة في المدرسة الهندية بدارسيت.
ومن ثم التحقت ابنتاه بكلية مجان في تخصص المحاسبة من جامعة بدفورشاير البريطانية فانهتا التخصص بامتياز ، بالاضافة فان الاولى قاب قوسين او ادنى ان تحصل على شهادة المحاسبة القانونية ACCA والثانية في طريقها للحصول على ماجستير بنفس التخصص.
اليوم مات منير وفاضت روحه إلى بارئها بعد معاناة مع المرض ولم يترك داراً ولا درهماً ولا ديناراً لورثته ، مات ولم يدخر شيئاً لنفسه ولا لمستقبله بل انفق كل ما يملك على ابنتيه وترك لهما سلاح العلم.
انحني اجلالاً وتعظيماً لهذا الرجل الفقير مالاً والغني عملاً وفعلاً والذي افنى زهرة شبابه لكي لا يرى المعاناة التي عاشها في اعين ابنتيه.
رحمة الله ورضوانه عليك يااخي وصديقي وعزيزي منير فلن يطول الامر بل هي مدة يعلمها ربي ومن ثم سنلتقي مجدداً لنضحك سوياً للأبد والى حين ذلك اليوم وداعاً عزيزي منير.