تغطية: حيدر بن عبدالرضا داوود
استضاف مجلس الخنجي المرئي هذا الاسبوع الفاضل/ إيان جونسون رئيس الخدمات المصرفية الدولية ببنك HSBC عمان للتحدث في مجال الأعمال الدولية. وقد تناول الضيف ثلاثة محاور تتعلق ببيئة الاعمال الدولية، والرؤى حول كيفية اختيار شركات متعددة الجنسيات لمواقع عملها، ومناقشة الفرص المتاحة للسلطنة.
بدأ الضيف حديثه عن التطورات التي شهدتها السلطنة في إطار التغييرات التي أجريت في الهيكل الاداري للحكومة والشركات الحكومية قبل أشهر مضت، مشيرا إلى أن HSBC عمان يعمل مع 9000 شركة عالمية من خلال فروعها في العالم، وأن 10% من هذه الشركات ترغب بأن تبقى محلية وأن لا تعمل في دول أخرى، فيما يسعى البنك إلى تحفيز الشركات على تغيير أوضاعها. كما أن البنك مهتم في معرفة نوعية التكنولوجيا التي يستخدم عملاءه بهدف استدامة أعمال هذه الشركات من خلال الاعمال التي سوف تقوم بها مستقبلاً.
كما تناول أوضاع الشركات العالمية في هذه الجائحة مشيرا إلى أن فؤائد الأعمال التجارية الدولية تؤدي إلى قيادة الابتكار بنسبة 80%، وتحسين الكفاءة بنسبة 78%، ودعم التوظيف بنسبة 73%، ورفع الدخل بنسبة 70%.
وحول موضوعات المستقبل – والتكنولوجيا والاستدامة، قال إيان أن الاعمال التقنية مهمة للشركات سواء تلك التي تتعلق بأمن بياناتها او استخدام G5 أو روبوتات أوالتصميم الثلاثي أو بلوك شين، حيث تعتقد 21٪ من الشركات بأن الاستدامة ضرورية لبقائها على المدى الطويل، وأن 81٪ من الشركات تعتقد أن لها دورًا في مكافحة التغيرات المناخية.
وقال بأن العوامل الرئيسية التي تهتم الشركات عند الانتقال إلى أي موقع يتمثل في قيمة العمل والتكلفة، ومناخ الأعمال، مشيرا إلى أن الموهبة أهم من التكلفة لدى بعض الشركات. وأوضح أن شركة امازون التي تتخذ من سياتل موقعا لعملياتها على سبيل المثال لديها 33 بناية، وأن مساحة هذه المواقع تبلغ 8.1 مليون قدم مربع، ولديها أكثر من 40 ألف موظف وتبلغ تعويضات الموظفين 25.7 بليون دولار سنويا، فيما تبلغ تكلفة مبالغ استخدامهم للتنقلات في الوسائل العامة 43 مليون دولار سنويا. وهناك ارتباطات أخرى للشركة فيما يتعلق بالمهنيين والاستثمارات وغيرها.
وقال بأن السلطنة تعمل على جذب المزيد من الاستثمارات والمشاريع وهي تتنوع في الكثير من الموارد المهمة لتنويع اقتصادها، مشيراً إلى أن هناك دولاً تفتقد مثل هذه المصادر. فعلى سبيل المثال تعتبر سنغافورة بلد قليلة الموارد في كل شيء حتى مياه الشرب التي يتم استيرادها من جارتها ماليزيا، وأن السلطنة لديها شركات عالمية في مجال النفط والغاز والموارد الأخرى، فيما تعمل اليوم على تحقيق الرؤية الجديدة للاقتصاد العماني (عمان 2040) بجانب إصدار القوانين والتشريعات. فهي دولة تتميز بالموقع الجغرافي، ولها علاقات دولية مع العالم وتتمتع بامكانات كبيرة، إلا أنها تحتاج إلى المزيد من المهارات وأنظمة في مجال العمل والعمال، وتكون منسجمة مع المؤسسات الدولية للعمل من خلال المؤسسات المحلية، وتكون لديها بيئة جاذب من حيث الاقامة والمؤسسات المتواجدة في البلاد. بالاضافة إلى ذلك من المهم الترويج للسلطنة كإسم في المنطقة، حيث أن الكثير من الشعوب ما زالت غير ملمة عن السلطنة وإمكاناتها. أما قضية “التعمين” فهي ليست مشكلة للمؤسسات، ولكن من المهم أن نصل إلى الشركات المعنية في العالم أولاً.
وقال على الجهات المعنية في الدولة أن تعتقد بأهمية الفوائد التي يمكن تجنيها من خلال الاعمال التجارية الدولية وتعطيها الأهمية في الخطط الخمسية والرؤية الاقتصادية المقبلة، بحيث يكون الحديث عن ذلك متواصلاً في احاديثنا وأنشطتنا ومؤتمراتنا الداخلية والخارجية . كما من المهم أن نعرف نقاط قوتنا وضعفنا فيما يتعلق بوضع العمالة وغيرها من القضايا الأخرى، ونختار المشاريع التي تناسب بيئتنا والترويج لها ومعرفة أساليب التسويق والترويج الناجعة.
وفي مثال على بيئة الاعمال الدولية، قال أن الحكومة البريطانية عملت في السنوات الماضية على جذب شركة نيسان للسيارات من خلال الحوافز والمزايا التي قدمتها في هذه الصناعة، الأمر الذي شجع على ازدهار صناعات متكاملة أخرى في تلك المنطقة، وتَعزّز العمل مع الجامعات والكليات البريطانية المحلية لتأهيل المهندسين للعمل في تلك المجالات. ونحن نرى أن البيئة في السلطنة مناسبة ويمكن تحقيق المزيد من المشاريع من خلال تقديم الحوافز وجذب المؤسسات لإقامة المشاريع العالمية هنا. وأكد الضيف على أهمية الاسراع في الإصلاحات، والابتعاد عن البيروقراطية وتسهيل الامور من قبل أصحاب القرار، وتفعيل القرارات بصورة تناسب واصحاب المشاريع، وإختيار أصحاب المهارات للمشاركة فيها، وأتخاذ المبادرات الفعالة، وتأهيل الشباب العماني في كل المجالات التي تحتاج إليها في المشاريع الاستثمارية.
وحول الاسئلة التي طرحت في هذا السياق، قال إيان بأن الجائحة كوفيد 19 ستعمل على إجراء العديد من التغييرات في الاعمال في العالم، وأن الخسائر التي نجمت عنها سوف تؤثر على الاعمال المستقبلية بصورة أو بأخرى. وعلينا الانتظار لعام 2021 لنعرف مدى التغييرات التي يمكن ان تحدث في إطار التجارة الحرة.
ويمكن للسلطنة من خلال تأهيل وتدريب العمانيين دفع المزيد منهم في السوق نتيجة ما يملكونه من مهارات، ولكن لا بد من مرور هذه القضايا من قنوات شرعية ومناسبة. ولا بد للسلطنة أن يكون لديها مثلٌ خاص غير ما هو معمول به في سنغافورة أو دبي أو أية دولة أخرى، فهي فريدة في تنوعها، ولكن لا بد من تعزيز أعمال السياحة واللوجستيات، حيث أن الجغرافيا هنا تتميز عن غيرها، الأمر الذي يساعد على جذب المزيد من السفن العالمية إلى الموانئ العمانية، كما أن لديها امكانات كبيرة في هذه الموانئ بحيث يمكن أن تكون مركزا للتجارة العالمية وتجارة الترانزيت وأعمال التأمين الدولية. بجانب ذلك لا بد من الترويج للسياحة بعد الانتهاء من الجائحة ولقاحها في إطار التسهيلات المتوفرة هنا لهذا القطاع، خاصة ونحن مقبلين على السنة الميلادية الجديدة، الأمر الذي يساعد على جذب السياحة.
كما أكد على أهمية التعليم في مختلف المراحل واستغلال تلك الامكانات المتمثلة في المناطق الصناعية والمناطق الحرة والطرق الجيدة والمطارات ووجود العديد من الخريجين من الجامعات المحلية والاجنبية، بحيث تصبح عمان أجمل وأحسن في تلك الاعمال وفي بناء المستشفيات والمؤسسات العملاقة مستقبلاً.