Image Not Found

استعراض كتاب ” درب طويل-ذكريات حياتي- بمجلس الخنجي الاستاذ مقبول حميد

تغطية: حيدر بن عبدالرضا داوود

خصص مجلس الخنجي المرئي هذا الأسبوع جلسته لتدشين كتاب “دربٌ طويل – ذكريات حياتي” للمؤلف الاستاذ مقبول بن حميد آل صالح وذلك تحت رعاية معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية الذي قدّم لمعاليه كل الشكر والتقدير على رعايته للحدث في وقت تحتفل فيه الدولة على مرور خمسين عاما على نهضته المباركة التي انطلقت في عام 1970 تحت رآية المرحوم جلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- والتي يواصلها اليوم بكل اقتدار حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد- حفظه الله ورعاه.

لقد شاركت شقيقة المؤلف الدكتورة معصومة بن حميد ال صالح في إعداد هذا الكتاب، فيما حضر الجلسة عدد من رجال الاعمال وأقرباء المؤلف والمهتمين.

يتناول الكتاب العديد من المشاهد والذكريات وفصولاً مهمة عن مشوار حياته الطويل قبل فترة السبعينيات وما بعدها منذ عصر النهضة المباركة في يوليو عام 1970 وحتى اليوم، وذلك من خلال نشر 19 فصلا حول تلك القضايا. كما يضم الكتاب الكثير من المواقف والشخصيات التي أثرت في حياة الكاتب، والدول التي زارها في فترة الستينيات من القرن الماضي وما بعدها، ونوعية الأعمال التي امتهنها خلال حياته. ومن هؤلاء الاشخاص ممن تأثر بهم المؤلف العميد الايرلندي جيم شريدان، وتيم لاندون اللذين ساهما في تغيير مسرى حياته وارتباطه مع الأخير بعلاقات ود وصداقة. وقال بأنه تعلم في الجيش النظام والمواظبة، وعدم التأخير في إنجاز العمل اليومي.

كما حمل لمعالي السيد المرحوم حمد بن حمود البوسيعدي وزير الديوان السلطاني الأسبق كل المحبة والتقدير الكبير له، مؤكداً بأنه كان معلماً ومرشداً ورئيساً له اتصف بالسماحة والمودة والمحبة بجانب اتصافه بالكرم، حيث كان يناديه “يا ولدي”. انها شخصية متسامحة ولطيفة.

وقال المؤلف أن ريع هذا الكتاب الذي صدر باللغتين العربية والانكليزية سوف يذهب إلى الجمعيات الخيرية أولا بأول. ويتناول المؤلف العديد من المذكرات للمواقف التي مرّ بها مع عدد من الشخصيات، وكذلك ذكرياته مع أقاربه وأصدقاءه والأماكن التي زارها، والتجارب التي استفاد منها سواء في حياته الشخصية أو في عمله، خاصة تلك التي تتميز بالمخاطرة، كما تحدث عن السفر عموما وتفاعلاته مع الثقافات المختلفة ونجاحاته وإخفاقاته خاصة عندما انشغل في الاعمال الحرة كرجل أعمال، حيث له تجربة خاصة في الدخول إلى عالم السينماء لإنتاج فيلم في أحد ضواحي أمريكا، إلا أنه خسر في هذا المشروع بسبب المنافسة التي جاءت من اللوبي اليهودي الذي يسيطر على هذه الاعمال.

وقال بأنه بدأ حياته في العمل في الجيش العماني براتب 120 روبية في تلك الفترة، وكان المبلغ يعتبر جيداً في تلك الظروف، حيث التحق بالجيش في 12 ديسمبر 1959، قائلا أنه كان ينوي السفر في ذلك العام إلى دولة الكويت مع أحد أصحابه، إلا أن والده المرحوم حميد سمع عن ذلك، وتحدث مع أحد الاشخاص الباكستانيين الذين يعملون في الجيش بتوفير فرصة العمل لي، ثم اصطحبني هناك وتم تعييني في ذلك اليوم مع احد الضباط الانكليز. ولكن نظرا لعدم معرفتي باللغة الانكليزية، فقد كان هذا الضابط يؤنبني يوميا، وبعد عدة أيام أراد أن يسرحني من العمل، فتوجهت إلى الشخص الباكستاني وأخبرته بالقصة، فتم تعييني في مكتبه لمدة أسبوع على أن أنجح في العمل الذي يسند لي وتوفقت في ذلك، ثم حولني إلى مركز التدريب بالجيش، واستمريت معهم في العمل حتى عام 1967. وكان من المفترض أن ارتقي إلى درجة ضابط، حيث كان ذلك طموحي، وهذا الأمر كان مرتبطاً بأن أذهب أولاً في دورة الضباط بباكستان. ولكن نظراً لتعليمات جلالة السلطان سعيد بن تيمور رحمه الله بأن لا يزيد عدد المبتعثين إلى دورة الضباط عن ثمانية أشخاص، وأن العدد في تلك الفترة كان مكتملاً، فكان علي أن انتظر إذا استقال أحدهم أو توفاه الأجل. وهنا رأيت بأن طموحي بدأ يتراجع، وأحسست بأن مستقبلي غير مضمون، الأمر الذي أدى بي إلى الاستقالة من الجيش، والتوجه إلى العمل بدبي بمساعدة الاخ الزميل د. محمد موسى اليوسف، وكان ذلك في العمل المحاسبي الذي لم أكن افهمه، إلا انني توفقت في عمل آخر لدى الشركة واستمريت في ذلك، مؤكداً أن جميع تلك التجارب والمواقف كان لها دور في تشكيل ملامح حياتي لاحقا، متمنيا بأن تكون هذه الذكريات والتجارب ملهماً للاخرين من هذا الجيل وتحفزهم في مواصلة مسيرة العمل والبناء والانتاج في كل القطاعات، والاصرار على تحقيق النجاح وتجاوز الصعاب التي يواجهها الانسان في حياته.

الكتاب يتناول أيضا الحياة في السلطنة قبل عام 1970 وبعض المدن العمانية الاخرى، حيث كانت الدولة تعاني من نقص كبير في خدمات التعليم والصحة والنقل والاضاءة، بحيث كان يضطر الناس وخاصة في أيام الصيف الحارة بالنوم على السطوح، وتغطية أجسادهم بلحاف مبلل للتخفيف من حرارة الجو، مؤكداً أن الحياة بمعناها الصحيح بدأت في يوليو عام 1970 مع وصول جلالة السلطان قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه – الذي بعث رسالته لجميع المواطنيين في الخارج بالرجوع إلى السلطنة والعمل في خدمة بلادهم، الأمر الذي أدى بي أن ارجع إلى البلاد في 26 يوليو عام 1971، وأتقدم للعمل بشركة تنمية عمان التي لم أوفق فيها رغم نجاحي في المقابلة والاختبارات، ولكن نظرا لعدم وجود الشهادات العلمية لدي، لم أتمكن من العمل لاننا درسنا في المدارس الأهلية مع الاستاذ المرحوم حسن بن هاشم (ماستر حسن).

ويقول الاستاذ مقبول بأنه تذكر أن الضابط البريطاني الذي كان يعمل معه في الجيش يعمل في ديوان البلاط السلطاني، فتقدمت إليه واخبرته بحاجتي للعمل، فتم تعييني بسكرتارية الديوان. وخلال العمل تم ترقيتي في عدة مناصب لحين تم تعييني وكيلاً هناك، ثم تم نقلي لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وكيلا للوزراة، حيث استفدت كثيرا من الرجل النزيه خلفان بن ناصر الوهيبي في الكثير من الاعمال.

وهناك العديد من القضايا التي تحدث عنها مؤكدا بأنه أقبل للعمل في الجيش بهدف مساعدة والده في تحمل أعباء المعيشة، لأنه كان والده يمتلك سيارة الأجرة ويعمل عليها، في الوقت الذي كان العائد قليلا مقابل الالتزامات لأسرة يصل عدد أفرادها 13 شخصا من الاخوة والاخوات. وقال أن والده كان يذهب أسبوعيا لمطار بيت الفلج لإحضار القادمين حيث كانت هناك رحلة اسبوعية واحدة لطيران الخليج إلى مسقط قبل فترة السبعينات، وفي معظم الاحيان كان يعمل بين مسقط ومطرح في توصيل الركاب.

وأخيرا قال أنه في عام 1982 تم احالته للتقاعد من الحكومة مؤكداً أن قاموسه الشخصي لا يعترف بشئ اسمه “التقاعد”، وأنه مستمر في إنجاز العديد من الاعمال في مختلف القطاعات الاقتصادية.
الاستاذ مقبول يملك اليوم العديد من الشركات تعمل في مجالات السياحة والاستثمار والصناعة وغيرها من القطاعات الاقتصادية الاخرى.

1 Comments Text
  • يقول سليمان مسعود الخياري:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    تكرماً كيف يمكنني اقتناء درب طويل-ذكريات حياتي- للاستاذ مقبول حميد. هل متوفر بالمكتبات؟