* تيمور بن شبيب آل سعيد : يتوجب علينا تغيير فكرنا ومفاهيمنا لإيجاد توازن متناغم مع الطبيعة
* طارق بن شبيب آل سعيد : نسعى لحماية التنوع الأحيائي الذي تتمتع به عمان كي يبقى سليمًا للأجيال المستقبلية
* جوانا موليت : نحتفي بالجمال ونسلّط الضوء على ظاهرة تلوث الشواطئ
مسقط ـ “الوطن” :
افتتح صباح أمس في بيت البرندة بولاية مطرح تحت رعاية صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب معرض (الساحل البحري …المجتمع والحماية) للفنانة جوانا موليت والتي تحتفي من خلال أعمالها بجمال الساحل العُماني وتسلّط الضوء على ظاهرة تلوث الشواطئ، وقد تجول صاحب السمو راعي المناسبة في المعرض واستمع لشرح حول الأعمال المعروضة بحضور صاحب السمو السيد طارق بن شبيب آل سعيد الرئيس الفخري لجمعية البيئة العمانية وصاحب السمو السيد تيمور بن شبيب آل سعيد وسعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة وأحمد البوسعيدي مديرعام الفنون بوزارة الثقافة والرياضة والشباب.
كما استمع صاحب السمو والحضور إلى شرح مفصل عن مشروع الأعمال الفنية المركبة في المعرض والتي تهدف إلى لفت الأنظار نحو قضية المخلفات التي تُعاني منها الشواطئ ايماناً بالتأثير الايجابي للفن والثقافة على اعادة تشكيل الافكار والسلوكيات باعتبارهما الجسر الذي يربط بين الحضارات، حيث تم صُنع العملين المركبين بالتعاون مع مجموعةِ من الفتيات من إحدى المدارس حملت في طياتها رسالة من الشباب العُماني لكل فرد منا دوره ومسؤولياته في صون البيئة وحمايتها، حيث تم استخدام المخلفات المرمية على الشواطئ لصُنعِ العمل الأول من أجلِ بيان الضرر الحاصل على الحياة الفطرية جراء البلاستيك الذي نقوم برميه، بينما يُمثل العمل الثاني الأمل بالمستقبل، الذي يعيد لنا شواطئنا إلى ما كانت عليه سابقاً، نظيفةً غناء.
وقد قام صاحب السمو ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب في ختام الافتتاح بالتوقيع على إحدى اللوحات المعروضة بعنوان (مصيرة) والتي سيذهب ريعها لصالح أعمال جمعية البيئة العمانية.
وعلى هامش المعرض قال صاحب السمو السيد تيمور بن شبيب آل سعيد (يسُرني ويُسعد قلبي دعمَ هذا المشروع الذي يتعلقُ بقضيةِ تتلاقى مع اهتماماتي الشخصية وتُلامسُ شِغافَ قلبي، ومما يدعو للأسى أن الأشخاصَ الأكثرَ رمياً للمخلفات في عُمان هم الأكثرَ اعتماداً على الأرض، ويتوجبُ علينا تغيير فِكرنا ومفاهيمنا لإيجادِ توازنٍ متناغمٍ مع الطبيعةِ، وهذا ليس من مهامِ أحدٍ غيرنا، بل هي مسؤوليةٌ تقعُ على عاتقِ كلِ فردٍ منا في زمن التغيير الذي نعيش فيه”.
كما قدم صاحب السمو السيد طارق بن شبيب آل سعيد الرئيس الفخري لجمعية البيئة العمانية شكره نيابةً عن جمعية البيئةِ العُمانيةِ لصاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب لرعايته للمعرض كما توجه بالشكر للفنانة جوانا موليت للتبرع بهذه التحفةِ الفنية لصالح جمعية البيئة العُمانية وقال سموه : إن هذه اللوحة ترتبطُ بشكل مباشرٍ بجمعيةِ البيئةِ العُمانيةِ وبعملها، فهي تجسيدٌ فنيٌ لجزيرة مصيرة حيث تقوم الجمعية بتنفيذِ اثنين من أهم مشاريعها، وهما مشروع صون الحيتان والدلافين ومشروع صون السلاحف البحرية، آمل من أعماق قلبي أن احث الجميع على الانضمام لفعاليتنا الافتراضية بهدف جمع التبرعات لصالح جمعية البيئة العُمانية.
وأضاف سموه : ان جمعيةُ البيئةِ العُمانيةِ هي المنظمةُ الأهليةُ الوحيدةُ في عُمان ذاتِ النفعِ العام والتي تُعنى بالشأنِ البيئي، وهي تعملُ مُنذ 16 عاماً سعياً لحمايةِ وصونِ الإرثِ الطبيعي لعُمان عن طريقِ التعليم والتوعية والصون، والتبرعات التي يتم جمعها اليوم أساسية لدفع مسيرة الجمعية لتنفيذ مهمتها وسعيها لحماية التنوع الأحيائي الذي تتمتعُ به عُمان كي يبقى سليماً للأجيال المُستقبلية.
من جانبها عبرت الفنانة جوانا موليت عن سعادتها البالغة لافتتاح المعرض الذي يجسد جمال وسحر الساحل العماني عبر ٢٥ لوحة مختلفة الأحجام وشكرها وتقديرها لاهتمام وزارة الثقافة والرياضة والشباب والتسهيلات التي قدمها متحف بيت البرندة، وأكدت خلال حديثها قائلة “هذا المعرض، يقدّم مجموعة من الرسمات التي تحتفي بجمال الساحل العُماني ويسلّط الضوء على ظاهرة تلوث الشواطئ من خلال عملين تمّ إنجازهما بمشاركة تلميذات من مدرسة الزهراء للتعليم الأساسي والمدرسة البريطانية بمسقط.
فهو يمثل الحصير(البساط)، أرضية جلسة واجتماع العُمانيين منذ آلاف السنين، هو رابط من روابط علاقة أهل عُمان ببيئتهم الطبيعية، لهذا نقّدم في المعرض حصيرا استعملت في صناعته مُخلّفات مُلَوِّثَة وجدناها على الشواطئ، نبيّن من خلاله تأثير هذه المخلّفات البلاستيكية في الحياة البريّة وما تسبّبه من إخلال بالتوازنات البيئية. كما نذكّر من خلال هذا الحصير بأنّنا سنتّجه نحو مستقبل تكون بيئتنا فيه سقيمة متهالكة إذا لم نحفظها من التلوّث.أما الحصير الثاني فهو مصنوع من المواد الطبيعية التقليدية (سعف النخيل)، وهو يمثّل مستقبل شواطئنا إذا حافظنا على نقائها الذي عرفته عبر آلاف السنين حيث كانت دائما نظيفة مستدامة متجانسة مع بيئتها لا تعرف من المُغَيِّرَاتِ سوى هبوب الرياح وآثارالأقدام.
واختتمت جوانا موليت حديثها بالقول : عرضنا لحصيرين متضادين يهدف إلى جعل الزائر يختار بين مستَقْبَلَيْن لنفسه وللأجيال المقبلة.
وتسعى وزارة الثقافة والرياضة والشباب الى تحقيق العديد من الأهداف والرؤى والتطلعات والطموحات التي تدعم مسيرة الفن والفنانين التشكيليين بالسلطنة من خلال تنفيذ الكثير من البرامج والأنشطة والفعاليات التي عملت على إرساء القواعد والمفاهيم والأفكار الفنية الناضجة وبناء الإنسان الفنان معرفة ومهارة وأسلوبا وفكرا، كما يسعى بيت البرندة الى إنعاش الأوساط الفنية والثقافية، من خلال إقامة معارض تشكيلية وحلقات عمل فنية متخصصة في مجالات الفنون التشكيلية، كما يستعرض تاريخ مسقط من خلال معروضات ومعارض تفاعلية، بداية من الجيولوجيا إلى الحياة القديمة والبحرية والفن الشعبي وإلى الإنجازات التي حققتها مسقط في الوقت الحالي.