Image Not Found

فقدنا أمير الإنسانية

حيدر بن عبدالرضا اللواتي – الرؤية

[email protected]

ها نحن بوفاة سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الراحل، تفقد دول مجلس التعاون الخليجي شخصية فذة أخرى بعد وفاة جلالة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه-، والذي حاز لقب “أمير الإنسانية”.

معظمنا يعرف عن هذه الشخصية التي لعبت دورا محوريا كبيرا في المنطقة وخارجها، وساهمت منذ عقود مضت في دعم أركان التعاون الخليجي، وإصلاح الكثير من الأمور والتحديات ومواجهة المخاطر التي اندلعت في المنطقة ودولة الكويت بالذات منذ بداية فترة الثمانينات من القرن الماضي وحتى اليوم، خاصة عند اندلاع الحرب العراقية الايرانية، ومن ثم احتلال الكويت من قبل البعثيين في العراق عام 1990.

وتقلد المرحوم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله عدة مناصب وزارية في حياته، ولقب بشيح وعميد الدبلوماسية العربية الكويتية ليستلم قيادة بلاده في يناير عام 2006. وبدأ في إصلاح الكثير من الأمور التي تهم الكويت وشعبها بجانب اهتمامه بدعم الصلات مع الدول الخليجية والعالم أجمع، إلا أنه عانى منذ بضع سنوات مضت من مرض أدى به لإجراء بعض العمليات الجراحية. ورغم حالته الصحية كان من أوائل الشخصيات التي وصلت إلى مسقط الحبيبة لتقديم واجب العزاء في السلطان قابوس- طيب الله ثراه- والذي كانت تربطه به- رحمهما الله- علاقات أخوية متينة. وها نحن نفتقد هاتين الشخصيتن في عام واحد. وتلك هي إرادة الله سبحانه وتعالى بأن كتب الفناء على الجميع راضين بقضاءه وقدره.

ولا ننسى كلماته في زيارته الأخيرة إلى مسقط في تقديم واجب العزاء عندما استقبله حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- عندما قال: “قابوس ما مات وأنتم موجودين”.

لقد تمكن المرحوم الشيخ صباح خلال فترة حكمه من تهدئة الكثير من الأمور والتوترات التي شهدتها المنطقة؛ سواء عندما كان وزيرا الخارجية أو وليا للعهد ورئيسا للوزراء، ومن ثم أميرا لدولة الكويت الشقيقة منذ عام 2006.

واليوم يودع العالم هذه الشخصية بعد أن بلغ من العمر 91 عاما قضاها مع شعبه الوفي في إنجاز العديد من المشاريع التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي ستخلد اسمه، فهو “أمير الإنسانية”، و”قائد العمل الانساني”.

لقد حمل المرحوم الأمانة بكل صدق وجداره.. فرحمة الله عليه، ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهلنا في الكويت الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.