محمد بن علي اللواتي – الرؤية
بادئ ذي بدء أبارك لنفسي ولكل عُماني على هذه الأرض الطيبة المراسيم السلطانية والتي وضعت خيرة شباب الوطن في الأماكن القيادية وإن كانت تدل على شيء فإنِّها تدل على أنَّ العهد الجديد سيكون سعيداً ذا خير وبركة على الشعب العُماني بقيادة مولانا السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم -حفظه الله ورعاه-، ونعقد الآمال الكثيرة والأحلام الكبيرة على هذه الكوكبة الفتية وعلى عقولهم النيرة وخبراتهم الجمَّة في تغيير القطاعات الحكومية والمُضي بها بما يتناسب وتطلعات الشعب العُماني واجتياز تحديات القرن الحادي والعشرين.
وإذ انتهز هذه الفُرصة الكريمة فإنني أدعو جميع القطاعات الحكومية القديمة منها والجديدة لانتهاج نهج مُغاير عن البيروقراطية والتسويف المعهود والتي لا تخلو منها معظم الجهات إن لم نقل جميعها اللهم إلا شرطة عُمان السلطانية والتي تعمل خارج هذه المنظومة.
ومع جائحة كورونا وما نُعانيه يجب أن تكون هنالك عقول تفكر خارج الصندوق وأن يكون لها الدور الفاعل في إيجاد وابتكار الحلول وإدارة الأزمات في الحالات الصعبة، فمنذ إعصار غونو والسلطنة تشهد بين فينة وأخرى أنواء مناخية وأوضاعاً استثنائية كفيروس كورونا.
ما جعلني أكتب هذه المقالة حدثان وقعا أمامي بنفس اليوم وأحببت أن أشارك الجميع، أحد الإخوة أبلغني اليوم أنه أراد توكيل أحد الأشخاص في كاتب العدل وعليه تواجد في المكان المُحدد لإنهاء إجراءاته فتم إعلامه بأن المكاتب مُغلقة إلى أجل غير مسمى! بسبب تغيير المُسمى وانتظار طباعة الأوراق الجديدة مع الأختام! والسؤال الذي يطرح نفسه إلا يمكن أن تتولى نفس الجهة تصريف الأعمال إلى حين إيجاد البدائل بدل إهدار أوقات المُواطنين وخاصة أننا نعيش في أزمة الجائحة مع قلة الموظفين والضغط الذي تُعانيه هذه الدوائر بسبب الإغلاق وتراكم الأعمال والبطء المعهود في إنهائها؟!
واليوم كنت وزوجتي ننتظر من مركز القبول الموحد نتيجة ابني والتي تمَّ تغيير موعدها إلى أن تم إعلامنا بالموعد الجديد وهو 19 أغسطس كيوم نهائي لإعلان النتائج وكنَّا نترقب النتيجة وقلوبنا كانت تسبق خطواتنا لمعرفة البعثة التي تمَّ قبوله فيها، طبعًا لم يُحدد الوقت لظهور النتائج وأخال جميع أولياء الأمور كانوا في لهفة لمعرفة الأمر مثلنا، و”بعد التي واللتيا” أعلن المركز مشكورًا أنَّ موعد الإعلان سيكون في الساعة السابعة مساءً!! فقلنا لا بأس كل تأخيرة فيها الخيرة إن شاء الله تعالى وبعد طول الانتظار والتي مرت دقائقه كساعات وساعاته كأيام حان الوقت لكي نفاجأ بأن الموقع لا يعمل وحتى عندما ظهرت النتيجة لا يستجيب واستمر هذا الوضع إلى الساعة الثانية صباحاً!! ولا توجد طريقة أخرى للحصول على النتيجة (مثلاً كإرسال الرسالة النصية لرقم الجلوس لنتائج الصف الثاني عشر) إلا من خلال هذا الموقع الذي لم يتحمل تواجد 50 إلى 100 ألف شخص!! وعلمت أنَّ هذا الأمر يتكرر في كل سنة مع الأسف الشديد!! وبعد توجيه الانتقادات لهم قام المركز بوضع رقم هاتف لكي يُعلن عن النتائج في اليوم التالي للعمل لمن لم يتمكن من الحصول عليها من موقعهم مع إغلاق خاصية الردود عليها في برامج التواصل الاجتماعي!!
لا أعتقد ونحن في القرن الواحد والعشرين ستكون لنا منظومة حكومية إلكترونية متكاملة إذا ما كررنا نفس الأخطاء والتي تعودنا عليها منذ سنوات ولم نتعلم منها، فأجيال اليوم أكثر تطوراً مما نظن ولن ترحم مواطن القصور وعدم الحرفية في الأداء لذا يجب أن يعي الجميع أن هذه الأوقات المهدورة مهمة وذات قيمة للمواطن والوطن وبسببها تهدر الكثير من الأموال من خزينة الدولة في كل عام، ولا أجد بصيص الأمل بالتقدم في المُستقبل القريب إذا لم نجد مقاييس تقييم الأداء وآلية المحاسبة والقصور والتأكيد بعدم تكرار هذه الأخطاء مستقبلاً.
وهنا سأقدم نصيحة لمركز القبول الموحد كشخص هاوٍ ومُحب للتكنولوجيا والمواقع التعليمية أن يتم اختيار عدة سيرفرات وربطها مع بعض بما يسمى بـ load balancer والذي سيقوم بإيجاد نوع من التوازن بين السيرفرات في حالة وجود ضغط عليها وأيضاً ربطها بما يسمى بـ CDN Web Acceleration وتوجد سيرفرات مزودي هذه الخدمة بالسلطنة ويمكن أن تقوم بتسريع المواقع الحكومية وفتحتها للمستخدمين بشكل أسرع وخاصة لكل من حاول دخول نفس الصفحة سابقاً.
الحلول كثيرة لمن أراد أن يعمل بإخلاص وتفانٍ وراعى الإتقان بعمله ولا توجد أعذار لمن لم ولا يجد النية الصادقة لتغيير الوضع الراهن إلى الأفضل، فالشعوب التي تقاوم التقدم تتلاشى فتطور الأمم مرتبط بتذليل الصعوبات وإيجاد الحلول للمعوقات وكما يقول المثل الإنجليزي:
If it is important, you will find a way. If it is not, you will find an excuse.
ومعناه: إذا كان الأمر مهماً فستجد الحل، وإن لم يكن فستجد عذرًا.
نسأل المولى عزَّ وجلَّ أن تتغير الأمور إلى الأفضل وأن تكون عُماننا الحبيبة بين الدول المتقدمة علمياً وعملياً والله من وراء القصد والحمد لله رب العالمين إلى أن يبلغ الحمد منتهاه.