حيدر اللواتي – لوسيل
تزداد أهمية قطاع الاتصالات والمعلومات في حياتنا العملية، خاصة وأن الجائحة التي نمرّ بها منذ الشهور السبعة الماضية أكدت على أهمية هذا القطاع في خدمة مجالات التجارة الإلكترونية، والتعليم عن بعد، وفي الخدمات الطبية، وغيرها من القطاعات الأخرى. فلا يمر يوم، إلا وقد تعرّض الناس إلى استخدام برامج الاتصالات عن بعد لكي يحققوا غرضهم في الحصول على مبتغاهم سواء أكان مادياً أو معنوياً.
ومع هذه الجائحة، تتفاعل شركات الاتصالات وتقنية المعلومات في العالم مع الاحتياجات اليومية في تعزيز برامجها وأجهزتها التي تمكّن المزيد من الناس بالتفاعل مع بعضهم البعض. فشركات الاتصالات في العالم التي دخلت في عالم الإنتاج التقني لشبكات الاتصالات، وفي تصنيع أجهزة الاتصالات للسوق تعمل اليوم على تنظيم برامج في المنطقة لتقديم المزيد من الآراء في ظل استمرار هذه الجائحة التي تحرّم اليوم ملايين الأطفال من الذهاب إلى المدارس، وتنقل مكاتب العمل اليومية للموظفين إلى المنازل. فشركة هواوي الصينية تؤكد على أهمية الدور الكبير والقادم الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا في مكافحة تفشي فيروس كورونا، وكيفية تعزيز الانتعاش الاقتصادي في مرحلة ما بعد هذا الفيروس الذي لم تتمكن من مقاومته حتى اليوم كبريات الدول كأمريكا والبرازيل وجنوب إفريقيا والدول الأوروبية وغيرها. فعدد المصابين من هذا الفيروس يقترب من 20 مليون شخص في العالم، فيما يقترب عدد الوفيات حاليا من 80 ألف شخص.
إن إسهامات تقنية المعلومات والاتصالات أصبحت لا غنى عنها في حياتنا اليومية مع استمرارا هذه الجائحة، خاصة في مجال الصناعات والخدمات الصحية العامة بجانب قطاع التعليم والطب. فالتوقعات تشير إلى أن قطاع التعليم سيكون واحداً من أكثر القطاعات المعتمدة على استخدام تقنيات الاتصالات الحديثة خلال العقد المقبل، حيث من المتوقع أن تختفي صالات المحاضرات والمباني الجامعية والمكتبات وغيرها من الخدمات الجامعية الأخرى خلال السنوات العشر المقبلة لعام 2030 وفق حديث الدكتور طلال أبو غزالة المتخصص في هذا الشأن مؤخراً، الأمر الذي يتطلب تعزيز التعاون الدولي بجانب تعاون المؤسسات العامة والخاصة لتحقيق المنفعة العامة للجميع، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية بالدول.
فمثل تلك الشركات المتخصصة في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات ستعمل على توظيف تقنياتها في تلك الجوانب، بالإضافة إلى قيامها بمكافحة تفشي الفيروس من خلال توفير الحلول التكنولوجية لهذه الأزمات، والعمل على السيطرة على انتشار الوباء، بجانب العمل على إعادة فتح المؤسسات وتحريك الاقتصادات من خلال نشر شبكات المستشفيات، وتوفير الخدمات الاستشارية عن بعد، وتوفير الوسائل اللازمة لدعم التعليم عبر الإنترنت ودعم استئناف أعمال الهيئات الحكومية والشركات في محتلف المجالات.
إن هذا التغيير في العمل اليومي يتطلب من المؤسسات والشركات العاملة في تلك المجالات العمل على تحسين كفاءة الشبكات الحالية لديها، بجانب تعزيز تجاربها والإسراع من نشر شبكات الجيل الخامس التجارية لتوفير المزيد من الفرص، وتلبية الاحتياجات المستقبلية لكافة فئات المجتمع خاصة التجار والطلاب والعاملين في القطاعات الاقتصادية الخدمية، مع العمل على إيجاد شراكة بين القطاعين العام والخاص لمواجهة تحديات هذا الوباء لضمان تعافي الاقتصاد بالإضافة إلى الارتقاء في العمل التقني لخدمة الأجيال التي تفتقد لهذه الأسس في العمل اليومي.