Image Not Found

“الجدران المتساقطة” تكشف عن ابتكارات جديدة تضم أفكارًا مميزةً

عُمان -كتبت: مُزنة بنت خميس الفهدية

كشفت مسابقة الجدران المتساقطة التي ينظمها مجلس البحث العلمي بالتعاون مع مؤسسة الجدران المتساقطة الألمانية غير الربحية عن ابتكارات فريدة من نوعها متميزة تضم أفكارًا جديدةً، وللتعرف على تفاصيلها تواصلت “عمان” مع الفائزات في المشاريع الثلاثة الأولى.

فازت رزان بنت حمد الكلبانية بالمركز الأول، وحول مشروعها ابتكار طلاء يمتص الأشعة السينية قالت: “فكرة المشروع تتمثل في أنه عندما تمر الأشعة السينية عبر وسط ممتص كجسم الإنسان مثلا فإنها تنقل جزءا من طاقتها إلى هذا الوسط، وهذه الطاقة المنقولة لنسيج الجسم قد تولد ضررًا بيولوجيًا، لذا يرتدي العاملون -مثل الطبيب- معاطف مدرعة من المطاط التدريعي (يدعى أبرون apron (لحمايتهم من الأشعة، وهي أفضل تقنيات يستخدمها العاملين في حقل الإشعاع لحماية أنفسهم من الآثار الخطيرة للأشعة المؤينة، حيث تعمل مواد التدريع على تقليل جرعة التعرض من خلال تفاعل الإشعاع مع مواد التدريع وتقليل شدته”.

وأوضحت الكلبانية أن البوليمرات التدريعية تستعمل على نطاق واسع في المشافي والعيادات وعيادات أطباء الأسنان، حيث تستخدم المعاطف المطاطية المدرعة لحماية المرضى والعاملين من الأشعة المباشرة وغير المباشرة أثناء التصوير التشخيصي، وتصنع المعاطف المطاطية عادة من مادة مركبة من البوليمرات أو المطاط المحملة بمسحوق الرصاص، والمطاط الرصاصي حاله كحال جميع المواد المحتوية على الرصاص سام وغير ملائم بيئيًا، وهناك توجهات عالمية حالية لتخفيض استعمال الرصاص في المنتجات ومن بينها المطاط التدريعي، والتخلص من نفاياته ليس سهلًا، فهناك حاجة إلى تحسين مواد التدريع باستبدال الرصاص بمواد لا تحتوي على رصاص أو تقليل محتواه.

وأضافت رزان: “قمت بدراسة مركب طبيعي جديد يستخدم كدروع عالية الجودة في توهين وإضعاف الأشعة السينية التشخيصية، واستنتجت الدراسة أن المادة المركبة الجديدة تتصف بمرونتها وبسهولة تشكيلها مع فعالية التدريع، ويستخدم الرصاص للحماية من الأشعة السينية والرصاص سام وغير ملائم بيئيًا، وهناك اتجاهات عالمية للحد من الرصاص في المنتجات، لذا هناك حاجة لتحسين مواد الحماية، والمكون الرئيسي للطلاء هو الليكوبين الطبيعي، الليكوبين هو الصباغ الأحمر الموجود في الفواكه والخضروات الحمراء، يتم خلطه بالطلاء الزيتي باستخدام استراتيجية فريدة لضمان عدم فقدان خصائص المادة، ويمكن التحكم في نسبة الامتصاص حسب نسبة الليكوبين المضاف، وقد وصلنا إلى قدرة المادة على امتصاص 97٪.

المركز الثاني
من جهتها، قالت الدكتورة حنان بنت مصطفى اللواتية من كلية عمان للعلوم الصحية بوزارة الصحة الفائزة بالمركز الثاني حول مشروع كسر جدار مخاطر الأدوية المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية: “إن الدراسة تهدف إلى تحسين عمل وخصائص الأدوية المتوفرة حاليًا لعلاج المرضى والحد من آثارها الجانبية من خلال استعمال تقنيات الجيل الحديث من النانو تكنولوجي الدوائية للتحكم في انتشار الدواء داخل الجسم وضمان تركز عناصره النشطة داخل الخلايا المصابة دون الإضرار بالخلايا السليمة، حيث قمنا بتصميم نظام دوائي ذكي لديه القدرة على تحسين انتشار الدواء في الجسم وضمان فعالية الدواء في السيطرة على أمراض كالسرطان وغيرها من الأمراض المزمنة بدون الآثار الجانبية المصاحبة، وخاصة أمراض القلب والأوعية الدموية.”
وأوضحت اللواتية: إن نتائج هذا المشروع جاءت مبشرة للغاية وأعطتنا أول بادرة ودليل علمي على أن الطرق الحديثة لإيصال الدواء باستعمال الطرق الحديثة تساعد على تجنب أمراض القلب والأوعية الدموية للمرضى المحتاجين لاستعمال هذه الأدوية، وقد لاقى هذا العمل قبولًا واسعًا في الوسط الأكاديمي والعلمي، كما أن التجارب العلمية للدراسة البحثية أثبتت نجاح المشروع في تعزيز سلامة الدواء وتقليل فرص الإصابة بأمراض القلب التي تعد السبب الرئيسي للوفيات في السلطنة وباقي دول مجلس التعاون الخليجي.

المركز الثالث
وقالت سماح بنت سعيد السرحانية حول مشروع كسر جدار باستخدام بقايا الأسماك: “إن استخدام بقايا الأسماك لاحتوائها على بروتينات غنية لإنتاج أدوية حيوية مستمدة من مصادر طبيعية بعيدًا عن استخدام أي مواد كيميائية، وذلك عن طريق عملية أنزيمية مبتكرة لمعالجة بقايا صناعة الأسماك بالطريقة الصحيحة لإنتاج بيبتيدات بيولوجية حيوية، عن طريق استخدام تقنية “FBR” “Fluidized Bio Reactor” للتقليل من تكلفة “DownStream Process” “DSP” وفي هذه الخطوة يتم استغلال خصائص السوائل من مواد صلبة عن طريق فصل البروتين بدلا من استخدام الطرق التقليدية، من خلال تحليل البروتين سيتم استخلاص بيبتيد ذي طول أقل من 10 كيلو دالتون وهو طول مثالي، حيث إن هذا الطول أكثر كفاءة ضد الأكسدة، وضد الضغط، وذي نشاط بيولوجي حيوي عال.”

وأضافت: “كما لهذه البيبتيدات البيولوجية الحيوية استخدامات لأغراض علاجية من أهمها علاج السرطان، والسكري، ارتفاع الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم، وضد الميكروبات، والعديد من الاستخدامات الأخرى، فإن استبدال الأدوية الكيميائية بالأدوية الحيوية هو الحل الأمثل بسبب كفاءتها على تحفيز صحة الإنسان”.