Image Not Found

كان بالإمكان.. أفضل مما كان!

محمد بن رضا اللواتي – الرؤية

[email protected]

تحية إجلال وتقدير للجهود الجبَّارة التي يبذلها الكادر الطبي في السلطنة، وتحت إشراف وزارة الصحة المُوقرة، لأجل مد يد العون للمصابين بكوفيد- 19، سواء عن طريق استقبال المرضى الذين استفحل فيهم هذا المرض، أو بالإرشادات الطبية الهامة التي يُقدمها هذا الكادر لمن ظهرت فيهم الأعراض، فضلا عن منح العلاج لغير هذا القسم من المرضى، وما أكثرهم.

حقاً قد فرض هذا المرض علينا رؤى مُختلفة تمامًا لكي نفكر فيها ونتبناها، وقلب أولوياتنا في الأهم والمهم، وأرشد إلى نمط جديد للعيش وأداء الأعمال، والمهم هُنا أن نسلك في هذا الاتجاه، حتى بعد أن يكون علاجه متاحًا، إذ لا يبدو أنَّ هذه التجربة ستكون فريدة من نوعها، خلال الحقبة القادمة من سكنى هذه البشرية على هذا الكوكب.

لعله كان الأوفق، عدم التعامل مع هذه الجائحة على نحو التدريج، فالتدرج قد يكون مجدياً في غير أزمة تحمل عنوانا كارثيا مثل “الجائحة”! ولعله كان الأجدى، عدم الاكتفاء بإغلاق بعض مناطق ولاية مطرح لتواجد بؤر المرض فيها، دون إغلاق أخرى قريبة منها، فقد كان كورونا يتجول فرحاً فيها، حتى أطلقت مواقع التواصل الاجتماعي رسوماً متعجبة من الانكفاء هنا دون هناك!

وربما كان الأوفق، أن يتم فوراً، إغلاق المناطق التي لم تهب عليها رياح المرض بعد، ولا أحد على وجه التحقيق يعلم، ما الذي أخرنا إلى ذلك الحد! ولنصارح أنفسنا، أن الإغلاق الذي وقع لبعض المناطق، ما كان صارماً بالدرجة الكافية، فثمة نافذة كانت مفتوحة دائماً للتسلل.

أتذكر، أن بعض المواطنين في ولاية مطرح، كانوا ينامون وهم يحلمون بأنه وفي أية لحظة، ستُقرع أبواب منازلهم بناءً على مبدأ التفتيش القهري “بيت بيت”، لكن أحدًا لم يفعل ذلك، وإنما اكتفينا بنداء مرق في الأسماع، يطلب ممن ظهرت عليه الأعراض أن يتكرموا بالحضور لأجل الفحص.

كُنا، أيضًا في مسيس الحاجة، ومنذ اللحظة الأولى، إلى إيجاد حل حقيقي للمصابين من الأسر ذات المنازل الصغيرة جدًا، إذا ما كان العزل المنزلي يجدي في حقهم. ولعل المستشفى الميداني، والذي لو كُنا قد باشرنا بتشييده منذ أوائل الأيام التي وطأت قدما هذا المرض أرض السلطنة، لكان الحال أفضل مما هو عليه الآن، لأننا اليوم بتنا في مضمار سباق نحو بلوغ إحدى المراتب الثلاثة الأولى في كثرة الإصابات، وقد خلفنا وراءنا تقصي موضوع بلوغ الذروة، وكأن مشوار الألف ميل، بالنسبة لنا، ما كان يبدأ بخطوة، إذ يبدو أننا لن نصل بتاتا إلى الذروة.

الحق، فلقد كان من المُمكن أن يكون الوضع أفضل مما هو عليه الآن، ولعل الذي ينقصنا في العهد الجديد للسلطنة، إعلام جديد، يقوم بتقييم الخطط، ليست المصيرية فقط، بل في شتى مناحي استدامة التنمية، ويتبنى رؤية نقدية بناءة، تشير إلى أسباب العجز، وترفد الحلول كذلك، فلقد امتلأنا عن آخرنا بالإشادات. تدفع المؤسسات العالمية الكبرى، لمكاتب تقييم الأداء المستقلة، مبالغ طائلة، لتدقيق ورصد أدائها الميداني، إيماناً بأهمية الكشف عن نقاط الضعف وتقويم الأعواج أولاً بأول.

نشد على يد وزارة الصحة الموقرة، في إصرارها على القيام بالمسح الوطني الاستقصائي المصلي، ونتمنى أن تتكلل مساعيها بالنجاح.

وها نحن اليوم نشارف حلول عيد الأضحى المُبارك، وقد لمسنا اختلاف درجات الوعي بالأزمة، والتعامل معها لدى المواطنين، فلعل إغلاقاً، حقيقياً هذه المرة، ولمدى بين 14 و21 يوماً، قد يجدي في خفض النسب العالية من الإصابات، ويعيد الهواء النقي وإن بكمية ما، في رئتي النظام الصحي الوطني، والذي تعلوه علامات الإعياء جلية واضحة لا تُخفى.