أمامة مصطفى اللواتي
المتابع لحسابات بريد عُمان على وسائل التواصل الاجتماعي يشعر بالثقة في هذه المؤسسة وتمكنها من أساليب التحديث والعصرنة، من خلال الإعلانات والإخراج الجميل لحساباتها وحماس المشرفين عليها وايجابيتهم في الإعلان عن خدماتهم. لكن الواقع غير ذلك!
زيارة واحدة للمواقع البريدية الفعلية لبريد عمان في مسقط مع استثناءات قليلة ، تجد نفسك وقد عدت إلى فترة الثمانينات وكأنك تدخل صفوف مدرسة حكومية أثناء فترة الإجازة الصيفية ! كل تلك العروض والاعلانات عن الخدمات الجديدة والسريعة والمتميزة والاصدارات الجديدة من الطوابع لا أثر لها في هذه المقار. لا تجد ولا اعلانا واحدا جاذبا عن خدمات البريد وأنت في صالة الانتظار. الجدران بيضاء تماما، بعض المواقع تشعر أنها مهجورة بالفعل. لا توجد خدمات تغليف وعلب ولو بالمقابل عدا ثلاث كوارتين شحن بأحجام مختلفة تم توفيرها مؤخرا. لا توجد قائمة بالأسعار والخدمات المختلفة. أما الموظفين فلا تشعر بالحياة فيهم، وكأنهم مغصوبون على العمل في مركز البريد، ومغصوبون على الإجابة على أسئلتك ، وعليك ان تسأل ما يقارب 3-5 أسئلة حتى تحصل على إجابة متكاملة وافية ! أما الموظفات فلا رغبة لهن أساسا في خدمتك ومباشرة يحولن معاملتك إلى زميلهم الرجل !
أما عن محبي جمع الطوابع فلا يوجد ولا دليل واحد داخل مباني البريد على ان هذه المؤسسة تطبع كل تلك الطوابع الجميلة والفاتنة حسب المناسبات، فهذه الطوابع يمكنك ان تراها فقط في شاشات التواصل أو إذا ذهبت للبريد المركزي فقط أما الأفرع فلا يوجد فيها مطلقا ما يشير الى تاريخ الطوابع قديما وحديثا أوالاصدارات الجديدة وأسعارها وكيف يمكن الحصول عليها. وعدا عن اللون الأزرق وشعار البريد على خارج المبنى لا توجد أي هوية بصرية تدلك على انك داخل مركز بريد.
قبل فترة ذهبت لارسال بعض الكتب الى دولة خليجية، طبعا الموظفة اخبرتني عن الاختيارات المتوفرة للأسعار وبعد ان اخترت منها ما يناسبني قالت لا يتوفر عندنا الا خيار واحد في الوقت الحالي! ثم بدأت الإجراءات الطويلة والبطيئة .. تغيب الموظفة في الداخل لتأتي بالطوابع، (لا أفهم لماذا لا توجد الطوابع بالقرب منها) ثم تعود متثاقلة، ثم تعطيك استمارة لكل طرد، تعبي الاستمارة بنفس المعلومات الموجودة والتي دونتها على طردك عن المرسل والمرسل اليه مع إضافة الرقم فقط، ثم تعود هي قتقوم بإعادة وضع البيانات من الاستمارة الورقية في الاستمارة الالكترونية عندها طردا طردا ويصلك الاشعار بالدفع، فإذا كانت ثلاث طرود لوجهات مختلفة تدفع لثلاث مرات كل منها معاملة لوحدها.
وحين قررت فتح صندوق بريد خاص لي، فتحت الصندوق لأمتع ناظري خشيت حقيقة من الغبار فيها أن يكون الصندوق مأوى لحمامة شاردة وعشها وبيضها.
واليوم كنت اتابع حساب البريد على تطبيق الانستغرام، لم استغرب من كثرة الشكاوى وعدم الرد عليها بشكل واضح، بل اغلب الردود آليه ويمتنع فيها المشرفون عن الرد على العام ويحولون الرد الى الخاص رغم ان هناك مشاكل مشتركة بين جميع المشتكين.
والسؤال متى ستخرج خدمات بريد عُمان وأفرعها المختلفة من حقبة الثمانينات إلى عامنا الحالي؟ أم يكفيها أن تعيش التحديث المزعوم في شكل افتراضي لا غير ؟