د علي محمد سلطان
إفتقدنا محمد حمود الناصري والعنقودي والعجمي فهم أشهر من نادى في سوق ( الحراج ) من على دكة المناداة.
ومعهم فقد غاب عن سوق بيع اللحوم المحمولة على ظهور الحمير من حارة الشمال ومن المسلخ الوحيد في كل مطرح إلى دربونة من درابين خوربمبه حيث القصاصبة يسلخون لحوم الضأن والجديان والتيوس والمعاز من على بعد أمتار من بيت البانياني كيسوه ، فقد تركهم محسن عبد الغني عبد اللطيف الزعابي ومال الله عبد الله الخور العجمي وعبد العزيز دلشاد البلوشي وموسى علي عبدالرب اللواتي فقد كانوا أشهر قصاصبة مطرح يغذون أهلها من اللحوم على ندرتها وغلاء سعرها ، فصاحب القت موسى محسن علي الصالح كان أشهر تاجر تعامل مع سوق القت عبر سبلته وهو من تكفل بتوفير الغذاء للمواشي.
وعلى بعد أمتار من دكة المناداة كان الحاج داود صراف يبيع العملات من نافذة صندقته الزجاجية المرفوعة على دكة محله ولم تكن الحواجز الزجاجية وقتئذ ضد الكسر والرصاص فيما يقابله البانياني ناو والصراف البانياني شيلارام مع صرارفة متجولون يتخذون من دكيات المحال المتوزعة مواقع للجلوس يفترشون العملات وكأننا يومئذ في سوق بايكلا وتشور بازار وزويري ماركت وبيندي بازار و چار نل ومودي جينمبر وگراند رود ومحمد على رود وهي الأسواق التي تنتشر في مومباي حيث الصور الشبيهة مع اختلاف السحنات.
كانت هذه الناحية من أقصى كتف خوربمبه تعج بالمارة من تجار الأقمشة والأشهر فيهم محل محمد داود الهاشماني وتجار ( الراشن ) على حواف السوق فقد إشتهر محلان لأخوين محسن حسن المامداني وأخوه حبيب حسن المامداني مع تجار آخرين وكان التعامل مع ولوه مال البانياني على أشده ومع أجود التوابل الآتية من أقاصي الهند.
وفي مقابل دكة المناداة جلس سيف الحارثي وإبراهيم مير علي وأولاد الجوسباني وسبيل بيروك وقاسم محمد حسن وأخذوا نصيبا وافرا من تجارات البيوع بالجملة فتاجروا في الساعات والقدور والعصي والجلود والتمور والبسور والليمون اليابس والقاشع والسح فحملوه بالخيش( الجواني ) إلى بلدان الخليج والهند والسند.
ولا ننسى ونحن قد عرجنا على محال الصرافة بأن نستعيد بعض الذكريات عن أول صراف متجول وقد لازم محله ابتداء في أول سوق الظلام في خط ( سمبت گلاب) ثم ما فتأ أن تجول في الأسواق يتاجر في العملات ويبز الأقران وكان المكون( الگوادري) يتعامل معه دون سائر الصرارفة.
فالحاج محسن علي المعروف ب محسن ( چکاب) يعتبر واحدا من كبار المتعاملين بالصيرفة وكان لإبنه أحمد وشريكه كمال محمد داود مكتبا ومخازن على ذات الخط القريب من دكة المناداة وكان الحاج محسن يتردد على هذا السوق ويبيع عملاته وقد سبق الآخرين في هذه التجارة بجانب تعاملاته التجارية الأخرى كبيع الدراجات من نوع ( الرالي ) وساعات( وسترند) .
نحن أمام صورة مقرحة للجفون مدمية للقلوب تَبديا فيها كلبان من الكلاب الضالة يسرحان في قلب خوربمبه مع جروهما والسوق قد خلا من زواره وباعاته ومناداته.
هنا ركن الحلوة العمانية والصورة منشورة من صاحبه محمد عبدالله التيس.