تغطية: د. حيدر بن عبدالرضا داوود
إستضاف مجلس الخنجي المرئي عبر زووم أمس المهندس عبدالله بن ناصر الحضرمي الرئيس التنفيذي للشركة الخليجية لإنتاج الفطر بمشاركة المهندس خميس بن مبارك الكيومي رئيس مجلس إدارة الشركة والمهندس صالح الشنفري الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للاستثمار الغذائي، وعدد من رجال الأعمال والمهتمين بقضايا الأمن الغذائي.
في بداية الجلسة تحدث المهندس الحضرمي عن تاريخ الشركة التي انشئت في الاول من اكتوبر عام 1999 كشركة مساهمة عامة لإنتاج وتصنيع وتسويق الفطر، حيث تمتلك خمس شركات عمانية نسبة 90% من أسهم الشركة حاليا، فيما يمتلك الأفراد المساهمين حوالي 10% من أسهمها. وتتخذ الشركة مزارع انتاجها في ولاية بركاء من خلال إنشائها لأكبر مزرعة فطر عالية التقنية في منطقة الشرق الأوسط تصل مساحتها 80 ألف متر مربع ، مستخدمة أحدث التقنيات الهولندية في هذا الشأن. وتضم المزرعة 42 حجرة مبردة للزراعة بمساحة 23 ألف متر مربع، فيما تقوم الشركة بانتاج ما بين 12 إلى 15 من الفطر الطازج.
وقال المسوؤل بأن 90 % من إنتاج الشركة يتم تصديره إلى خارج السلطنة، في الوقت الذي تواجه فيه الشركة اليوم بعض التحديات نتيجة لجائحة كورونا حيث توقفت حركة النقل الجوي، ولكن ستعود هذه الحركة قريبا إلى سابق عهدها.
واشار المسؤول إلى منافع هذا المنتج الزراعي باعتباره يحتوي على فيتامين دال الذي يساهم في خفض الكلوليسترول الضار وجيد للصحة خاصة للذين لا يتناولون اللحوم الطازجة. كما يساهم في التحكم في ارتفاع ضغط الدم ورفع عدد كريات الدم في الجسم بالاضافة إلى احتواءه لبوتاسيوم الذي يساعد على السيطرة على أمراض القلب والجلطات ، وحل مشاكل هشاشة العظام وتقوية الاسنان. كما أن الفطر الطازج غني بالأحماض الأمينية والبروتين سهل الهضم وحمض الفوليك والريبوفلافين والألياف الغذائية.
وقال بأن هناك عماني خاص للمشروم يحتوي على فيتامين (د) وملئ به. وأهمية ذلك كبيرة، خاصة في مثل هذه الظروف الحالية بسبب كوفيد 19، لأن معظم الناس اليوم في منازلهم ولا يتعرضون للشمس فيما يحتوى هذا النوع من فيتامين د ومفيد للجميع خاصة لكبار السن وفق بيانات إحدى المجلات العلمية.
تقوم الشركة المعنية بالفطر مباشرة بانتاج مختلف أنواع الفطر من استخدام السماد وأخذ مكوناته من ثمريت بمحافظة ظفار وأرساله إلى المصنع ببركاء مبارشرة وزراعته وقطفه وتعبئته لاحقا في مكونات بلاستيكية خاصة حسب الاحجام المطلوبة، حيث تقوم بانتاج مجموعة متنوعة من أنواع الفطر الطازج التي تتراوح بين الأبيض والبني، وفي ظل ظروف جودة صارمة باستخدام مواد خام طبيعية عالية الجودة من موردي السمعة، بالاضافة إلى ضبطها في درجات حرارة مناسبة للنمو والتحكم فيها بإشراف خبراء، حيث يتم قطفها بعد 15 يوما وتنظيفها بالصورة المناسبة.
وأوضح أن صعوبات مثل هذه المشاريع تكمن أولا في قيمة المشروع، حيث بلغت تكلفته 30 مليون ريال عماني في كل من بركاء وثمريت. كما يحتاج المشروع إلى التعامل مع عدة إجراءات مثل توفير الملابس الخاصة للعمل والنظافة وغسل اليدين باستمرار وتوفير المزارع والمختبرات والحجرالمبردة للانتاج والتخزين ومن ثم النقل والتوزيع، وضرورة القضاء على الحشرات والمزروعات الضارة والمخلفات والتخلص من الريحة بطرق جيدة. وأضاف إن قيمة صادرات المشروم (الفطر) بلغت في العام الماضي 2019 نحو 20 مليون دولار أمريكي حيث تم تصديره لعدة دول عربية وأسيوية منها سنغافورة وماليزيا، حيث أصبحنا اليوم نصدر هذا المنتج عبر الطائرات والشاحنات المبردة، موضحا أن استهلاك الكثير من هذا المنتج يتم في مشاريع السياحة والفنادق.
وتناولت الجلسة الأسئلة العديد من المحاور حيث بيّن الحضرمي أن الوعي الصحي لاستهلاك هذا المنتج يتزايد يوما بعد يوم على مستوى الافراد أيضا، فيما بدأ الناس يدركوا خصائص هذا المنتج من خلال قيام الشركة بحملات توضيحية وتسويقية لهذا المنتج في المدارس والمعاهد والمراكز التجارية وغيرها من التجمعات الأخرى.
وقال بأن عدد العمانيين العاملين لدى الشركة يبلغ اليوم 360 شخصا وبنسبة 40% من إجمالي العدد، فيما أصبحت الشركة جزءاً من مكونات الامن الغذائي في البلاد، وأن الاقبال السنوي على هذه المنتجات يزيد بنسبة 15% سنويا. واضاف أن الشركة استقبلت خلال السنوات عددا من الوفود التجارية للاطلاع على التجربة وعمليات الانتاج والتعبئية والتصدير، حيث نجحت في عقد الصفقات معها والتعامل في استيراد المنتجات العمانية.
وتتوقع الشركة بأن تزيد كميات التصدير في حالة وصول الطيران العماني إلى دول أخرى لها الرغبة في استيراد الفطر العماني، كما تعمل الشركة على الاستفادة من الطاقة الخضراء والطاقة الشمسية في توفير الطاقة الكهربائية والتقليل من مصروفات استهلاك الكهرباء مستقبلا، خاصة وأن هذا المشروع يمثّل اليوم مصدراً جيدا للعملة الصعبة من خلال تصدير منتجات بقيمة 20 مليون دولار سنويا تمثل 90% من الصادرات. كما أن الشركة تتمتع اليوم بميزة لوجستية من قرب السوق من الوصول الممتاز والسريع إلى السوق الإقليمية عن طريق البر والجو.