Image Not Found

تأثير التكنولوجيا في ظل كورونا

حيدر اللواتي – لوسيل

فقد العالم الكثير من الوظائف خلال الأشهر الخمسة الماضية نتيجة لاستمرار أزمة الجائحة كوفيد 19 منذ انتشارها في بدايات شهر يناير من العام الحالي. واليوم يتواصل ملايين من الناس في إنجاز أعمالهم من منازلهم معتمدين على أجهزة التقنيات الحديثة والعمل بسياسة الحظر المنزلي، وعدم الاختلاط في مقار العمل بصورة جماعية وكبيرة، بالرغم من أن بعض الدول بدأت مؤخراً السماح لفئة معينة من الموظفين وبنسب محدودة للحضور إلى المكاتب لأنجاز الأعمال.

وخلال الآونة الأخيرة أجريت بعض المؤسسات عددا من الأبحاث تتعلق بمدى تأثير فيروس كورونا على سوق العمل الحالي والمستقبلي في بعض الدول العربية، من بينها دول مجلس التعاون الخليجي. ومن المؤسسات التي أجرت البحث «بيت كوم» بالتعاون مع منظمة «يوجوف»، حيث يتعلق ذلك بتوقعات الناس حول تأثير التكنولوجيا في الأعمال اليومية في ظل استمرار أزمة كورونا. وقد خرج البحث بعدة أمور منها أن أكثر من 65% من العاملين في المنطقة (أي أن كل 2 اثنين من 3 أشخاص) يتوقعون بأن تتم عمليات البحث والتواصل عبر الإنترنت، وتشهد زيادة في ذلك خلال السنوات المقبلة في ظل استمرار فيروس كورونا. والكل يعلم بأن هذه الجائحة أثرت بشكل كبير على الأضاع المهنية والعملية للكثير من الموظفين والعاملين في المؤسسات حيث دفعتهم إلى تغيير أعمالهم الروتينية.

اليوم فإن التقنيات الحديثة المستخدمة في الأعمال لها دور كبير في الاتصال مع المؤسسات من المنازل وتشغيل بعض المهن والخدمات التي يحتاج إليها الناس. وقد ذكر 81% ممن ساهموا في هذا الدراسة أن هذه التقنيات والبرامج ساهمت في الحد من إصابات الناس بفيروس كورونا، باعتبار أنه كلما كانت التجمعات كبيرة سواء في مقار العمل والمؤسسات، فإن عدد المصابين يزدادون أيضا، خاصة مع أولئك الذين لا يتقيدون بالإجرءات ولا يتخذون الإجراءات الاحترازية المطلوبة. فأعداد المصابين لم تقل في المنطقة حتى اليوم، وهي ترتفع مع أعداد الوفيات أيضا. إلا أن الأعمال التي يتم إنجازها بالعمل الإلكتروني وعن بعد يقلّل ويحدّ من عدد المصابين بهذا الفيروس القاتل أحيانا.

إن فضل هذه التقنيات والبرامج سوف يظل ملاصقا في إنجاز الأعمال التي يتم تنفيذها عبر الإنترنت والوسائل المرئية الأخرى كبرنامج زووم الذي دفع بمالكه اليوم أن يتربع على عرش الأثرياء في العالم في مدة قصيرة هو وأمثاله ممن ابتكروا واخترعوا البرامج التي تتماشى مع مثل هذه الأزمات. وأصبح أكثر من 53% من الناس وفق الدراسة يعقدون اجتماعات عملهم عبر تلك الوسائل تجنباً لأي اتصال جسدي بينهم.

فهذه الجائحة أصبحت اليوم تدفع بالشباب إلى التسلح بالتقنيات الإلكترونية المتاحة لأهميتها في الأعمال التي يتم إنجازها، فيما يتوقع 80% ممن أدلوا برأيهم في هذا الشأن بدول المنطقة بأن يؤثر هذا المرض على أنشطة التوظيف مستقبلا في المنطقة، باعتبار أن التقدم لأي وظيفة إدارية جيدة أصبحت اليوم مرتبطة باستخدام مثل هذه التقنيات الحديثة مقارنة بالتقنيات القديمة. إن هذا المرض يدفع الجميع من الموظفين السابقين والحاليين والقادمين بمتابعة أمورهم بتلك التقنيات، بل ويدفعهم إلى استخدام الكثير من وسائل النظافة الشخصية في مكان العمل وخارجه وارتدائهم للأقنعة والقفازات كلما ازداد عددهم.