Image Not Found

من يناطح بطل السور ؟

Visits: 37

صادق ٱل عيسى

في الوقت الذي كانت مناطحة الديكة ومناطحة الثيران تحتدم في بعض القرى والولايات .
كانت عادة مناطحة الخراف والتيوس تنتشر في سور اللواتية قبيل أيام العيدين ( الفطر والأضحى) ..
حيث كانت المناطح تحتدم لعدة أيام قبيل ذبحها .
وكان شاطىء البحر مقابل السور وبعض الأزقة مكانا لذبحها يوم العيد .

خروف جدي .
كنت دون الثالثة من العمر حينما رأيت أول خروف إشتراه جدي (رحمه الله) وقام بربطه على يمين مدخل دارنا بسور اللواتية ووضع أمامه ربطات من الطعام (القت) ..
لم يكن جدي رحمه الله ولا والدي يرضون بما يفعله الصبية من أعمال المناطح
فقد كان جدي رجلا ذا هيبة ..
وكذلك أبي رحمهما الله تعالى ..
فلم تكن الخراف التي يأتي بها جدي تنزل لساحات النزال الخرافية (هذا ما أخبرنا به لاحقا كثيرون ممن عاصروه) ..
فقد رحل عن الدنيا وكنت ما أزال طفلا صغيرا .

أنشودة المناطحة :
(سجي سور مت ناكداس..
كير ويرايدوه)..
وتعني:
من يناطح بطل السور ؟
سجي سور :
في السور بأكمله ..
مت ناكداس :
أتحدى أن يكون له ند أو نظير .
كير ويرايدوه :
من يرغب في المناطحة فليتقدم؟

كانت تلك أنشودة من بضع كلمات يرددها الصبية وهم يتباهون ويفتخرون بالتيس أو الخروف الذي يسوقونه أمامهم للمناطحة ..

إجراءات المناطحة:
عند المبارزة في الساحات والأزقة داخل سور اللواتية يقوم صاحب التيس أو الخروف بتخفيف الربط حول عنق التيس أو يرخي له الحبل ليناطح خصمه وسط هتافات وتصفيق الصبية ثم تنسج القصص والروايات والحكايات ويستمرون في تناقلها لسنوات عدة وكأنهم كسبوا بطولة عالمية ..

إنقراض عادة المناطحة:
إنقرضت تلك العادة من سور اللواتية لكن مناطحة الثيران في العديد من مناطق السلطنة ما زالت منتشرة .

انقراض عادة الذبح في الشوارع:
أنتهى زمن الذبح في الأزقة وعلى الشواطىء عند اللواتية ..
إلا أن مناطق عديدة ما زالوا يذبحون أضاحيهم في مزارعهم و أمام منازلهم ..
كبرت الأجيال وأنتشر الوعي وأصبح مستقرا في أذهان وعقول الأجيال أن عادة المناطحة عادة جاهلية ولا يجوز تعذيب الحيوان بمناطحته..

لكنها ذكريات عالقة في الذاكرة حضرت وشاركت في مشاهدتها سنوات عديدة لأنها كانت تتم في كل زقاق و حي .
ولا أخفيكم سرا بأنني لم أكن أحب مشاهدة ذبح الخراف والأنعام وكنت أعطف عليها رغم أن ذبحها حلال شرعا وكان الأولون يوصون بسقيها بالماء وتسمية (البسملة) وأتباع إجراءات شرعية قبل نحرها من عنقها وهو ما يتم حاليا في مسالخ البلدية .
فيالها من ذكريات.
مرت بحلوها ومرها .
وكل عام وأنتم بخير.