فاطمة عبدالرضا محمد اللواتية – الرؤية
نتيجة تفشِّي فيروس كورونا الذي أصبح يجُوب أنحاء العالم ويهدِّد البشرية جمعاء، وخوفا من العدوى، تغيَّرت موازين وتفاصيل الحياة لدى الناس في العالم كله من جميع النواحي؛ سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية، أو علمية أو تعليمية، وسوف أتناول التغييرات التي طالت الجانب التعليمي؛ لأنه الركن الأساسي في المجتمع، والذي يمسَّني عن قرب؛ كوني إدارية وقريبة من الطلاب.
اضطرت الكثير من الدول في ظل الظروف الراهنة إلى إغلاق جميع المدارس والمؤسسات التعليمية، ولكي تستمر عملية التعليم والدراسة في المدارس والجامعات والمعاهد في الدول، اتجهت معظمها للتعلم عن بُعد، والذي أصبح فرضًا أساسيًّا لجميع طلاب العالم.
ذكرتْ إحصائية أنَّ 80% من طلاب العالم يتلقون تعليمهم عن بُعد، وبحسب منظمة “اليونسكو” أنَّ نحو (مليار و37 مليون طالب) أصبحوا عاكفين في بيوتهم ويتلقون تعليمهم عن بُعد بسبب الحجر الصحي المنزلي، وكانت ردود الأفعال كثيرة من فرحة بعض الطلاب لعدم الذهاب إلى المدرسة، واستياء البعض الآخر منهم؛ لحرصهم على التعليم وتذمُّر ومعاناة بعض أولياء الأمور من صعوبة التعامل مع الأبناء، وحثهم للجلوس على الحاسوب للدراسة.
ولا نُنكر معاناة المدارس والهيئة الإدارية والتعليمية بسبب المجهود الكبير الذي كانوا يبذلونه؛ كون التجربة جديدة وأول مرة يخوضونها، إضافة للظروف الصعبة في ظل فيروس كورونا الذي أثر على الجميع.
والسلطنة من الدول العربية التي خاضت تجربة التعلم عن بُعد، والتي سوف أطرح تجربة بعض المدارس الخاصة فيها.
بداية التطبيق كانت هناك صعوبة لدى الجميع: المعلم والطالب وولي الأمر، خاصة بالنسبة للطلاب في صفوف المراحل الدنيا؛ حيث يضطر ولي الأمر للجلوس مع ابنه ومساعدته، وهنا يمكن اعتباره بمثابة المعلم المساعد في المنزل.
نجاح العملية التعليمية من خلال التعلم عن بُعد يعود الفضل فيه لجميع الفئات ابتداء من الفنيين (الذين كانوا يعملون خلف الكواليس لتقديم الدعم الكامل للجميع)، والهيئتين الإدارية والتعليمية، والطالب وولي الأمر.
وكانت المسؤولية الكبيرة على عاتق المعلم لإتقانه تحويل الحصة الافتراضية إلى تفاعلية من خلال استخدام العديد من الفيديوهات والصوتيات التي كانت تثري المادة التعليمية، ويشعر الطالب كأنه في صف واقعي مع المعلم وأقرانه من الطلاب، ومن الجوانب التفاعلية التي كان يقوم بها المعلم جلب انتباه الطلاب من خلال ذكر أسمائهم وحثهم على المشاركة من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة التي يطرحها عليهم.
نجاح الحصة الافتراضية كان يعتمد على المعلم بدرجة كبيرة، على اتقانه لأساسيات التعلم عن بُعد والبحث عن التقنيات الجديدة المساعدة له، خاصة وأننا نعيش في عصر التكنولوجيا التي تطورت ويمكن الحصول على المعلومات عن طريق البحث.
ولا ننسَى دور إدارات المدارس من حيث المتابعة للهيئة التعليمية وتقديم مختلف الدورات وورش العمل لهم عن طريق خدمة (أون لاين) وتقديم المساعدة لهم -إن كانوا في حاجة لها- وكذلك الرد على استفسارات أولياء الامور في معظم الأوقات، ومنح فرص التواصل مع الهيئة التعليمية إذا كانت للضرورة.
الحمدُ لله كانت تجربة جميلة ورائعة؛ استفاد منها الجميع في ظل الأوضاع الراهنة، نعم لا نقول إنها نجحت 100%، ولكن نجحت بدرجة جيدة رغم أنها تجربة جديدة، وقد تم التعرف على ذلك من خلال الاستطلاع من قبل المعلمين والطلاب وأولياء الأمور.
ومع انتهاء عملية التعلم عن بُعد التي حدَّدتها الوزارة، تلقينا الكثير من رسائل الشكر التي أثلجت صدورنا، وغمرتنا الفرحة من نجاح العملية التعليمية عن بُعد إلى حدٍّ ما، والرسائل موجَّهة للطاقم الإداري والهيئة التعليمية والفنيين الذين كان لهم الدور الأكبر في إنجاحها، والكثير منهم تفاعلُوا مع التجربة؛ حيث تعلَّم أبناؤهم تجربة جديدة، صحيح كانت صعبة في البداية ولكن تعودوا عليها وأتقنوها، والكثيرُ منهم اقترحوا أن نفعِّل تقنية التعلم عن حتى، ولو بطريقة بسيطة أثناء السنة الدراسية العادية.