حيدر اللواتي – لوسيل
هل فيروس كورونا انتشر في العالم ليبقى معنا لمدة طويلة ليعلمنا يوميا دروسا جديدة؟؟ أم أنه في طريقه إلى الزوال خلال الاشهر المقبلة؟؟. التكهن بالاجابة على السؤال صعب جدا، وأقل مدة يعتقدها الخبراء هو أن يبقى الفيروس لسنتين لحين تعود الأمور إلى ما كانت عليه.
المرض سوف ينتهي في نهاية المطاف بعدما يخلّف وراءه الكثير من الوفيات والمصابين والخسائر الإنسانية والمادية والاقتصادية في العالم. فالعالم قبل أربعة أشهر لم يكن على علم بتفشي هذا الفيروس الذي يمثّل سلاحاً فتاكاً لا يمكن السيطرة عليه نتيجة لغياب اللقاح المطلوب للحد منه.
فقد تعطّلت بسببه الكثير من المصالح الاقتصادية، وانهارت أنظمة الرعاية الصحية، وتكدست المستشفيات بالمرضى والموتى، وبقيت الأماكن العامة للترفيه والمطاعم فارغة وخالية من الناس، وأصبحت الجثث مرمية في الشوارع أحيانا، فيما أصبح الكثير من الناس يبتعدون عن أولادهم وأحبائهم القادمين من الخارج لتجنب هذا المرض، ليعيش الجميع في جو جديد لم يعهده في السابق، وكأننا في حرب عالمية جديدة.
لقد دفع الوباء بالكثير من الكتاب وخبراء الصحة بالكتابة عن هذا المرض ليحذروا من عواقبه، ولنكتشف لاحقا بأن أعرق الدول الصناعية في اوروبا وأمريكا لم تكن على استعداد لمواجهة هذا الوباء، فما بالك بالدول الفقيرة التي تفتقد إلى الخدمات الصحية الضرورية في حياتها؟.
اليوم فان حصيلة الشهور الأربعة الماضية للمرض تجاوزت أربعة ملايين مصاب في العالم وفقا لبيانات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، فيما تزيد حصيلة الوفيات عن 278 ألف حالة في العالم، وربما نقرأ في الأيام المقبلة بيانات جديدة لدول لم تقم بتسجيل الاصابات والوفيات لديها نتيجة لقلة الاختبارات ونقص وسائل التشخيص تجاه هذه المرض.
وإزاء ذلك، فالكل يحاول إيجاد اللقاح للحد من هذه الحالات، في الوقت الذي لا يستطيع أحد إيقاف تفشي هذا الفيروس الذي يحصد المزيد من الناس. ورغم ذلك لا تتوقف الأصوات اليومية التي تخرج وتطالب بضرورة تخفيف قيود الإغلاق والبقاء في البيوت، وترك الناس ليقرروا مصيرهم ومواجهتم لهذا المرض بسبب الخسائر المادية التي تلحق بهم، نتيجة لتوقف الانشطة التجارية والاقتصادية والخدمية. وهذا حقهم أيضا.
لقد أدى المرض إلى قيام الحكومات باتخاذ إجراءات مختلفة وفق حاجة كل منها، ففي أوروبا تجاوزت حالات فيروس كورونا عن 1.5 مليون شخص، ولا أرى نحن في دول مجلس التعاون الخليجي نقل مأساة عن سائر دول العالم بحيث تجاوزت عدد حالات الاصابة لدينا بالفيروس 100 ألف حالة، فيما يحصد المرض مزيدا من المصابين والوفيات يوميا، ويكون معظم ضحايا هذا الوباء من العمال المهاجرين ذوي الدخل المنخفض الذين يعيشون في مناطق ضيقة، بالاضافة إلى المواطنين القادمين من الخارج إضافة إلى الذين لا يلتزمون بالبقاء في المنازل، ناهيك عن بعض أفراد العاملين في مجالات الصحة والوقاية من المرض، وهذه الحالات مرشحة بالزيادة خلال الفترات القادمة في حالة عدم التقيد بالبقاء.
لقد أصبحت الحياة لا تطاق اليوم بدون ارتداء اقنعة الوجه والقفازات اليدوية أثناء الخروج، واصبح الدخول إلى المراكز التجارية الكبيرة للحصول على بعض الاحتياجات من خلال فحص الماسحات الحرارية لتقييم درجة الاشخاص القادمين للتسوق، ومدى إمكانية حملهم لهذا الفيروس. فمتى تكون نهاية هذا المرض؟؟