Image Not Found

العلاج بالبلازما المناعية مساند فقط.. ولكنّ نتائجه “جيدة”

كتب: عاصم الشيدي – عُمان

قالت الدكتورة فريال اللواتي استشاري أول أمراض معدية ورئيسة وحدة الأمراض المعدية بالمستشفى السلطاني إن النتائج الأولية للعلاج بالبلازما المناعية جيدة وحققت تحسنا ملحوظا لمرضى كوفيد19.

وأكدت رئيسة وحدة الأمراض المعدية والتي كانت تتحدث لعمان عبر الهاتف إن العلاج بالبلازما المناعية هو علاج مساند فقط، مشيرة أن العلاجات المستخدمة الآن لمرضى كوفيد19 تنقسم إلى ثلاثة أقسام الأول وهو أساسي ويسمى العلاج الداعم يتمثل في أجهزة التنفس الصناعي الموجودة في غرف العناية المركزة، وهي أجهزة تدعم أجهزة الجسم، أما النوع الثاني فهو علاج دوائي، وهذا العلاج ما زال تجريبيا في جميع دول العالم لمرضى كوفيد19، وهذه الأدوية كانت موجودة سابقا وتستخدم لعلاج أمراض أخرى، ولكن أثبت بعض الفعالية في علاج فيروسات مشابهة سابقا مثل فيروس “سارس” ويعاد استخدامها الآن لعدم وجود بدائل أخرى. أما النوع الثالث فهو العلاج المساند والمتمثل في البلازما المناعية.

وقال الدكتورة فريال إن البلازما المناعية استخدمت في السلطنة مع 17 مريضا بفيروس كوفيد19 وجميعهم كانوا في العناية المركزة على أجهزة التنفس، تخلص 5 منهم من الأجهزة التنفسية بعد استخدام البلازما المناعية، فيما استقرت حالة 8 منهم رغم بقاء أجهزة التنفس الصناعي، وتوفي شخصان.

وقالت استشاري أول الأمراض المعدية إن علاج البلازما يعطى الآن في المستشفى السلطاني بطريقتين كلاهما للحالات الحرجة: الأولى “البلازما المناعية” وتكون هذه البلازما مستخلصة من مضادات شخص أصيب بمرض كوفيد19 ثم تعافى وتشكلت لديه أجسام مناعية. أما الطريقة الثانية والتي بدأ استخدامها من ثلاثة أسابيع فهي تنقية البلازما عبر إعادة استبدال بلازما الشخص المصاب بالفيروس ببلازما أخرى من شخص آخر ليس شرطا أن يكون قد أصيب فيروس كوفيد19 وهذه الطريقة أثبتت جدواها أيضا. وحول أي الطريقتين أكثر فعالية في استخدام البلازما المناعية تقول إن الطريقتين فعاليتهما جيدة ولكن نحتاج الى دراسة سريرية مفصلة للإجابة على هذا السؤال بشكل علمي، لكن أستطيع القول إن الطريقة الثانية لاحظنا فيها اختلاف في نسبة الالتهاب من اليوم التالي لاستبدال البلازما.

وحول المتوفين من الذين خضعوا للعلاج بالبلازما المناعية قالت الدكتورة فريال: كانت حالة هؤلاء المرضى حرجة جدا وكانوا في العناية المركزة لأكثر من ٢٠ يوما ولم نستطع مساعدتهم إلا بتجربة البلازما المناعية كمحاولة أخيرة. لكن لم تكن الوفاة لها علاقة بالبلازما على الإطلاق. الأول توفي نتيجة اصابته بنزيف رغم أن حالته تحسنت في الأسبوع التالي لإعطائه البلازما المناعية. أما الثاني فقط تعرض لالتهاب قُبيل وفاته. وأكرر لك أن هذا العلاج هو علاج مساند وعالميا التوقع من فائدته ليس عاليا جدا إذا استخدم لوحده ولكن النتائج جيدة مع استخدام العلاجات الاخرى.

وحول مدى الرضى العام عن العلاج بالبلازما المناعية قالت الدكتورة فريال اللواتية: هي علاجات مساندة كما أخبرتك وفعاليتها جيدة وخاصة أننا نستخدم معها علاجات أخرى؛ لأن هدفنا الأولى الوصول إلى الشفاء وليس الدراسة. لكن اللواتية أشارت أن تحديد فعالية هذه العلاجات المساندة لوحدها تحتاج الى دراسات سريرية دقيقة يقوم الباحث بتقسيم المرضى لمجموعتين: مجموعة تأخذ بلازما مناعية فقط بدون علاجات أخرى ومجموعة ثانية تأخذ العلاجات الأخرى حتى ترى فعالية هذا العلاج، واستخلاص النتائج يحتاج أيضا الى عدد كبير من المرضى، كما أن خصائص المجموعتين لا بد أن تكون متقاربة سواء من حيث الفئة العمرية أو من حيث الأمراض المصاحبة مثل الضغط والسكري والأمراض التنفسية وهذا من الصعب عمله في الوقت الحالي. وتشير اللواتية أن هذه الدراسات غير موجودة حتى الآن وهذا من ضمن التحديات التي تواجه الطواقم الطبية خلال هذه الجائحة التي تبذل مجهودها في الأساسي لتقديم المساعدة للمرضى أما تحديد فعالية تقنية معينة او دواء فيحتاج تجارب أكثر دقة.
وحول عدد المتبرعين بالبلازما المناعية قالت الدكتورة إن الناس متعاونين بشكل عام ولكن ما زال طموحنا بعدد أكبر من المتبرعين، وبنك الدم خلال شهر رمضان يواجه بعض النقص بسبب عدم اقبال الناس على التبرع في الفترة الصباحية والتي تعمل خلالها أغلب بنوك الدم.
لكن الدكتورة فريال أشارت إلى أن شروط بنك الدم في المتبرعين دقيقة وربما يعتبرها البعض صعبة ولذلك لأننا نطبق معايير وبروتوكولات منظمة الصحة العالمية وبنوك الدم العالمية بدقة كبيرة. مؤكدة أن المتعافين من مرض كوفيد 19 عن حضورهم للتبرع يعاد لهم الفحص مرة أخرى للتأكد من خلو أجسامهم من أي بقايا للفيروس.
وناشدت رئيسة وحدة الأمراض المعدية بالمستشفى السلطاني المتعافين من المرض للمبادرة والتبرع بالبلازما خلاصة خلال هذا الشهر الفضيل الذي يكون فيه الأجر مضاعفا.