حسين بن عبدالخالق اللواتي
شريحة RFID التي يراد زرعها في أجسامنا، بحجة مراقبة المصل المناعي، هذه الشريحة تخزينها متدني، كما لا يوجد بها بطارية لتشغيلها، لذا تسمى passive، ولا تستطيع خزن بيانات كثيرة عنك، ولا تخزن حتى الآن إلا رقم هويتك، أو رقمك السري.
ومن هذا الرقم السري يذهبون إلى ملفك الإلكتروني، لديك ملف شامل كامل مخزن، وسيبقى مخزنا عند المخابرات الأمريكية، وعند دول العيون الخمس، كما لديك ملفات جزئية في بلادك، وفي المطارات وعند الشرطة، ومن ملفاتك يعرفون كل معلوماتك الصحية والأمصال المناعية والبيانات المالية والأسرية والجنائية وتنقلاتك وسفراتك وايميلاتك ومحادثاتك الواتسابية وصورك العائلية وو.
كما أن الشريحة مهما تطورت في المستقبل، لا تستطيع التخاطب مع دماغك وفكرك، أو إصدار الأوامر إليهما، هذا مجرد خيال علمي.
ولا تستطيع الشريحة إرسال نبضات كهربائية لصعق القلب أو الدماغ أو قتل الإنسان، لانه أولا لا توجد بها وصلات مع الأعصاب، ثم إنها لا تعرف لغة الدماغ والقلب، وثالثا لا بطارية بها، والصعق بحاجة إلى طاقة كهربائية عالية.
شريحة المراقبة
بعد مقالي يوم أمس عما يسمى بالجواز المناعي، أو الجواز الإلكتروني، أو الشريحة الإلكترونية، أو شريحة المراقبة، تعددت الأسماء، والتي يريدون غرسها في أجسامنا، لمراقبة تلقينا للأمصال من عدمها، كما يريد بل غيتس، وفي نفس الوقت تكون جوازا إلكترونيا لنا، كما يريد الناس أنفسهم، وأيضا تكون بطاقة البنك، كما تريد البنوك، وتكون رقم الهوية، كما تريد الشرطة، وغيرها الكثير من الأغراض.. بعد مقالي هذا وردتني استفسارات كثيرة.
أول الأسئلة كانت: لماذا الشريحة بها رقم هويتي فقط، والقليل جدا من المعلومات؟
والجواب كما قلت: هو تدني السعة التخزينية، أو الذاكرة، أو الميموري (memory) لهذه الشريحة الخاملة (passive).
والسؤال الثاني: ألا يوجد شرائح ذات أحجام كبيرة من الذاكرة، بفضل التقدم العلمي الحالي والمستقبلي؟
الجواب: نعم توجد شرائح متقدمة، تستطيع حفظ المئات من الغيغابايتات من المعلومات، ولكن بما أنها شريحة للأمن والسلامة، فإنهم لا يريدون وضع كل معلوماتك، وكامل ملفك فيها، هذا أولا.
ثانيا: أنهم يريدون كسب الفلوس من بيع معلوماتك في كل مرة، من كل من يريد شراء معلوماتك، وخاصة من شركات التسويق، لهذا يبقى ملفك الشامل عندهم فقط، وليس في شريحتك. لا يريدون وضع بيضك كله في سلة واحدة، تكون عندك في جسمك، بل يريدون البيض كله عندهم.
ثالثا غرس شريحة فعالة، وليس خاملة من النوع RFID، بمعنى بها بطارية حية، هذه الشرائح المتقدمة تحتاج إلى بطاريات ذات العمر الطويل، حتى لا نضطر إلى تجديدها كل سنة او سنتين، ولا يوجد منها الآن إلا بطاريات أيونات الليثيوم، وهي بطاريات خطرة جدا على صحة الإنسان، وتسبب سرطانات للشخص، فيما لو زرعت في جسمه.
سيقول بعض الأصدقاء هناك أجهزة ضبط دقات القلب (Pacemakers)، تزرع في جسم الإنسان، وهناك الآن أجهزة تقيس السكر، وتضخ الأنسولين عند الحاجة، وهي كلها ذات بطاريات حية وقوية؟
والجواب ان هذه الأجهزة تزرع في الجسم، ولكن بطارياتها تبقى خارج الجسم.