د علي محمد سلطان
هنا كانت المزانط والأطواق
وهنا كانت الدلايات
وهنا كانت الغوايش
وهنا وهنا وهنا وهنا والسرد فيه الكثير.
الطواويش عندما جابوا أسواق مطرح وهم يحملون أغلى الدانات فإن السونارات( الصاغة ) في مطرح كانوا وقتئذ منهمكون في شراء الذهب الذي راجت تجاراته لماسواه فتركوهم وشأن دررهم.
القناطير المقنطرة من الذهب والفضة كانت تلعلع واجهات دكانة إسماعيل إبراهيم الصايغ ومن أنقى العيارات فتتحول إلى المشغولات من الخواتم والدبل والقلائد والحُلق.
وعلى خط من دكانته ينتهي المطاف على أطراف السوق من أوله فنقف مشدوهين على صنايع الحاج صديق وابنه داود وهما يستعدان على عرض الأجود من الحلقات والخلاخل والأزرار ( بُطانيات ) للمعارس وقد تعارف عند أهالي مطرح لبس المعرس ثوب الحرير ( الشنغهائي ) المرصع بالأزرار الذهبية وحمل ( الكتارو ) المطلي بماء الذهب والمكلل بحمائل مذهبة من عيار 18.
ونقف على محل أولاد آدم فنجد آخر ( الكولكشنات) ويومها لم يكن قد دخل اللازوردي أو الملبار أو كليان وعشرات الماركات فإن المطرحيات كن يتسابقن على زوايا محله فيشترين السلاسل والأسورة والدلايات.
وعلى ناصية الدرب وفي أول محل يقابل مقصورة الحاج علي عبداللطيف فاضل نجد الصايغ أحمد حسن والد جمال ( العقيد) وقد أبدع في الفضيات من المرشات والدلال والقلائد والخناجر وفي المشغولات من الحيازم الذهبية والفضية ونجده وقد انهمك في تلميع الذهب وتنظيفه من الشوائب.
وستاردينا عبدالله وهارون وجان محمد وعبدالله والد أنور ومحمد صالح هاجي وموسى أبو إبراهيم وإبراهيم أبو عبدالحميد .
هؤلاء أبرع من دخل في عالم التجارات بالذهب في سوق السونارات في مطرح.
فقد عملوا في إعداد المستلزمات ومن الخام الخالص من الذهب لتجار مطرح الذين كانوا يذهبون بالذهب عبر السفن إلى كراشي و مومباي ووقتئذ كان التجار ومن خلال النسوة يتشاركون في نسبة الفوائد المتحصلة من البيع فالمرأة كان مسموحا لها بحمل الذهب على شكل أساور ودلايات.
كان الذهب غاليا في الهند وباكستان وكان يأتي لهذين البلدين عبر بيروت أو تركيا ومع تحول دبي لقاعدة تجارية كبرى لأسواق الذهب بدأ كبار التجار يتعاملون من قواعدها الآمنة فدخل كبار تجار أهالي مطرح في تجارات الذهب بجانب تجار الإمارات.
بدأ العسجد يدخل عبر أبوابه الكبرى المفتحة على مصرعيها ومن خلال تجار مغامرين لم تخلو تجارات بعضهم من التهريب عبر تركيا ومن قبل بيروت ثم دبي.
تحولت مومباي ومع الزمن قبلة تجار مطرح و دبي لتجارات الذهب الذي غدا في رأس قائمة التجارات المدرة للأبارح وكان سوق ( زويري ) Zaveri أكبر مستحوذ لكبرى الصفقات بين عتاولة تجار الذهب الذين كان منهم من تعامل مع الذهب بنظافة اليد ومنهم من تكدست أمواله من التهريب.
هذه الأموال المتحصلة كانت تعاد على شكل بضائع يحملها التجار عبر السفائن وكان التاجر وعندما يذهب في أسفاره لمثل هذه البلدان يحصل كل حاجته للمال في الغالب من تجار الذهب الذين تكدست وتضخمت أموالهم أو عبر وكلائهم الذين يمثلونهم فيها وتعارف النظام بنظام( الهوندي ) .
فالذهب كان عمدة التجارات وقد اعتلى عرشه كبار تجار دبي وتشارك طرف عماني وآخر معهم.
ومع التطور دخلت تجارات السبائك والأقضبة كمحصلة لتجارات الذهب في عمومها فدخل التجار بالصفقات مع التجار العالميين فدخلت باريك كولد و نيو باريك ونيو مونت وانجلو جولد وكيزوس ونيو كريست وبوليس الروسية.
دخل مگن وعائلته( لكشميداس تاريا ويد) المعروف ب لكوه وبرشوتم كانجي كتجار العملات بالذهب من خلال السبائك من خلال سوق مطرح.
كما وتوسعت تجارات الذهب من خلال صناعات الساعات والمجوهرات ودخل النضار والإبريز والتبر واللجين والعيقان والزمردات والآلئ والألماس والياقوت والمرجان في شكل أقراط وإكسسوارات وساعات وأسواقنا لم تكن بمنأى مع كل تطور فنجد اللازود وكليان وملبار وداماس بجانب نفيسة و رميزان وحسينة وفائق وعارف والعربية وستار والقرم وصديق وأبناء آدم وووو.
ودخلنا صرعة الأسواق العالمية والبيع والشراء عبر المنصات.
وقد ذكر لي أحد كبار السن أن الحاج باقر عبداللطيف فاضل قد بدأ مبكرا في تجارات العملات الذهبية إذ كان يأتي بالمسكوكات من تركيا ويبيعها على تجار مطرح.
كان يعطي التجار المسكوكات ويقبض أثمانها مع الأجل.
و نستعيد بعض ذكرياته فإنه قد أهدى قلادة ذهبية مرصعة بالمجوهرات للملكة اليزبيث في يوم زفافها عام 1948 يومها كانت ولية للعهد وقد ذكرنا ذلك في مقال لنا في الشرق والغرب وأشرنا للمصدر.
هذه بعض حكايات الذهب ومن خلال تجار( السونارات ) في مطرح.
قرب عيد الفطر فهل سنجد النسوة وقد تزاحمن على رواقات مطرح يبحثن عن أجود الذهب في سوق السونارات؟