التكوين: كتبت رقية الحاتمية
هل هذه هي المرة الأولى التي تتعرض لها مطرح للعزل التام ؟ وهل ثقافة العزل الصحي واغلاق الحركة بين المحافظات جديدة على عمان؟ وهل هذه هي المرة الأولى التي تغلق فيها الموانئ؟
تاريخ عمان مليئ بالحكايات والنضال في العديد من جوانب الحياة نستعرض لكم تجربة عمان في مكافحة مرض الكوليرا كما ذكرها الكاتب نصر البوسعيدي في كتابه حكايات من تاريخ عمان والذي صدر عن مؤسسة بيت الغشام في عام 2019:
( ينشأ مرض الكوليرا عن بكتيريا من النوع الواوي تعيش في الماء الملوث بالبراز البشري الذي بإمكانه أن تتلوث به الخضروات والفواكه وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على كميات من الماء الملوث.
اجتاح مرض الكوليرا عُمان لأول مرة في بداية العشرينات من القرن التاسع عشر الميلادي حيث انتقل الى موانئ مسقط عن طريق السفن القادمة من الهند.
ويقول الدكتور روز في كتابه حكايات لرحلة حول العالم( في حزيران 1821 م قتلت الكوليرا 10 آلاف شخص من رعايا سلطان عمان)
الاجتياح الثاني ظهر في عام 1865 وهذه المرة كانت العدوى من السفن القادمة من زنجبار حيث كانت تحمل على ظهرها 85 شخصا بقي منهم 35 شخصا وصلو إلى مسقط حاملين معهم الكوليرا وبلغت الوفيات في تلك السنة 600 شخص في مسقط وحدها و1700 شخص في صور ثم بدأ بالانتشار لبقية مناطق السلطنة
هنا دعت السلطات البريطانية الحكومة العمانية إلى اتخاذ الاجراءات المشددة وإقامة الحجر الصحي للمصابين وايقاف مؤقت للاستقبال السفن.
الاجتياح الثالث كان في عام 1899 وحسب التقارير فقد كانت العدوى هذه المرة من السفن القادمة من جوادر حيث قضى المرض هذه المرة على حياة 135 مريض في مطرح
لكن هذه المرة بدأ بالدخول الى المناطق الداخلية مثل طيوي وسمد الشأن ووادي المعاول والرستاق
الاجتياح الرابع كان في 1904م هذه المرة كان انتشار الكوليرا في المناطق الداخلية مما تسبب في نزوح عدد كبير من الأهالي باتجاه مسقط لكن السلطان فيصل بن تركي اتخذ الصرامة في تطبيق الحجر الصحي للقادمين من داخل عمان.
الاجتياح الخامس للوباء كان في عام 1910 م اشارت اليه بعض تقارير القنصليات الأجنبية في مسقط
حيث انتشر الوباء في العاصمة ولكن نتيجة للاجراءات الصارمة بمسألة الحجر الصحي فقد كان تأثيره وانتشاره أقل من السابق فقد توفي ٤ أشخاص في مسقط بسبب هذا الوباء).
ولك أن تتخيل عزيزي القارىء كيف كانت الحياة في ذلك الوقت وكيف كانت معاناتهم مع المرض وكيف كانت ظروف الحجر الصحي.
