Image Not Found

جائحة كورونا والصحافة اليومية

حيدر اللواتي – لوسيل

في الأزمة الصحية التي يمر بها العالم نتيجة لتفشي جائحة كورونا والإصابات والوفيات الناجمة عن هذا الوباء، فإن مهمة الصحفيين والإعلاميين في إيصال المعلومات إلى مؤسسات ومحطات الإذاعة والتلفاز والصحافة اليومية لا تقل عما يقوم بها الأفراد في المجالات الطبية والصحية والأمنية والعسكرية. وفي مثل هذه الأزمات هناك عدة فئات معرضة لاحتمالات الإصابة بهذا المرض في أي لحظة نتيجة لدخولهم في أماكن موبوءة أو في غرف الرعاية الصحية لمتابعة أحوال المرضى والعلاج.

فالعاملون في المجالات الصحفية والإعلامية يذهبون لأداء مهمة إجراء المقابلات مع المرضى والطاقم الطبي والجمهور في الأماكن الموبوءة، ويلتقطون صوراً حية من الميادين والمستشفيات والمراكز الصحية، بجانب سفرهم الدوري في الطائرات والمرور بالمطارات والحواجز، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى إصابتهم بالفيروس في أي وقت.

ومن هنا قام الاتحاد الدولي للصحفيين ببروكسيل بإرسال إرشادات السلامة المهنية للصحفيين والإعلاميين للوقاية من هذا الفيروس، محذراً فيها بضرورة اتخاذ اللازم في جميع الحالات. فالمهم في هذا العمل هو الحفاظ على أنفسهم وإعطاء الأولوية دائما لصحتم لكي يتمكنوا من مواصلة العمل مع مؤسساتهم وجمهورهم. وقد أبدى الاتحاد استعداده بالتعاون مع النقابات الصحفية في العالم بسبب تفشي هذا المرض بصورة سريعة، الذي يؤكد على ضرورة أخذ الاحتياطات الضرورية، والامتثال للتوصيات الصادرة عن خبراء منظمة الصحة العالمية. والجميع هنا تجب عليهم مراعاة السلامة في مكان عملهم لكي يتمكنوا من مواصلة مهمتهم الإنسانية والصحفية في هذا المجال، مع النظر بجدية في قيامه بالعمل من المنزل للحد من مخاطر الإصابة بالفيروس في مقر المؤسسة.

فالكل على علم بأن الكثير من الصحفيين والإعلاميين يحتاجون إلى أدوات صحية لازمة للقيام بهذه المهام، ولكن إذا كانت الظروف الصحية غير ملائمة في أماكن التغطيات والعمل اليومي، وإذا شكَّل هذا خطر إصابتهم بالعدوى، فبإمكانهم العمل من منازلهم، وعدم السفر في هذه الظروف لكي لا يسببوا قلقا لمؤسساتهم وأسرهم وأصحاب العمل، مع ضرورة الاستعانة بالاستشارة الطبية لمن ينوي السفر لتغطية تلك المهام والتخطيط لمهمته بعناية، ومراعاة القيود المفروضة على السفر، وتزويد أنفسهم بالطعومات، وتغطية حياتهم وأسرهم بالتأمين خاصة في المناطق الأكثر تأثرا بتفشي الفيروس.

إن التغطيات الصحفية والإعلامية تحتاج أيضا إلى توفير أدوات صحية بجانب القلم والميكروفون وأدوات التصوير والتسجيل مثل القفازات ومعقمات اليدين لكي يتمكن الصحفي والإعلامي من مواصلة عمله، وكتابة تقاريره الميدانية من أماكن الإصابة بالفيروس، مع ضرورة التعامل بحذر شديد مع المرضى الذين يعانون من الوباء عند زيارة المرافق الطبية، والأخذ بجميع الاحتياطات المطلوبة في هذا الشأن. واليوم هناك إمكانات بإجراء المقابلات هاتفيا أو عبر السكايب للحد من استخدام المناطق المصابة، مع ضرورة إجراء المقابلات الخارجية بترك المسافة الاجتماعية بين الأشخاص.

إن بعض الصحفيين من المحتمل أن يلاقوا قيوداً تمنعهم من الوصول لبعض المناطق أو أن يتم سحب الاعتمادات الصحفية منهم، الأمر الذي يتطلب منهم فهم هذه الظروف، مع ضرورة الاحتفاظ بنسخ احتياطية لأعمالهم وتسجيلاتهم الصحفية. كما يطلب النظر في دعم أعمال الصحفيين المستقلين (الفريلانس) الذين سيتأثر دخلهم نتيجة تفشي المرض ودفع المستحقات المالية المطلوبة لهم للمشاريع التي لم تكتمل بسبب الأزمة.