حيدر اللواتي – لوسيل
يبدي العالم اهتماماً كبيراً لقضايا البيئة وحمايتها من المؤثرات الخارجية التي ترتبط بها، فها هي عمان تعتبر أول دولة خليجية تتخذ قرارها بحظر استخدام أكياس التسوق البلاستيكية أحادية الاستهلاك اعتباراً من بداية العام المقبل 2021، وهو العام الذي ستدشن فيه أيضا الخطة الخمسية التنموية العاشرة للسلطنة، ورؤية عمان 2040.
القرار الذي أصدرته وزارة البيئة والشؤون المناخية، ينص على حظر الشركات والمؤسسات استخدام تلك الأكياس البلاستيكية بهدف الحفاظ على البيئة العمانية، فيما حمل القرار أيضا عقوبات على المخالفين تصل ما بين 100 ريال عماني إلى 2000 ريال (260 دولاراً إلى 5200 دولار)، مع مضاعفة المبلغ في حالة تكرار ارتكاب المخالفة. وقد بدأت الجهات المعنية بتوعية المواطنين والوافدين بهذا القرار من خلال الرسائل النصية التي ترسل إليهم في أجهزتهم الذكية.
فهذه الأكياس التي يتم حظرها تُصنع من البلاستيك بشكل رئيسي، وتكون ذات سُمك خفيف لأنها تستخدم لمرة واحدة فقط، ويتم التخلص منها في النفايات، كما يتطاير هذا النوع من الأكياس في الهواء بسبب وزنها الخفيف في البيئة، وتتسم بالصعوبة في التخلص منها لأنها تستطيع البقاء في البئية ما يقارب 1000 سنة حتى تتحلل بسبب قوة مقاومة البلاستيك لعوامل الطبيعة التي تؤثر عليه. أما النوع الثاني من الأكياس غير البلاستيكية فهي مصنوعة من مواد أخرى كالقماش والورق أو مواد عضوية أخرى متعددة الاستخدام، فيمكن استخدامها عدة مرات في عملية التسوق، وقد أصبحت اليوم متوفرة بالقرب من رجال البيع في المراكز والمحلات التجارية الكبيرة في مختلف مدن العالم. وهذا لا يعني بأن جميع الاستخدامات للبلاستيك قد توقفت.
إن صدرو قرار الحظر باستخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستهلاك واستبدالها بأكياس صديقة للبيئة، جاء بعد مناقشات سابقة بين الجهات المعنية وضمن الجهود المحلية في مجال تعزيز الشراكة والتعاون مع القطاعين الحكومي والخاص، وتماشياً مع الجهود الدولية التي تبذلها الجهات في العالم بالحفاظ على صحة الإنسان والبيئة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والمواءمة والتكامل في خطط العمل لإدارة المنتجات البلاستيكية ونفاياتها التي تشكّل اليوم معضلة للمؤسسات والبيئة بجانب المحافظة على الصحة العامة. فالأكياس البلاستيكية يبقى تأثيرها كنفايات لمدد طويلة وتتميز بصعوبة التحلل والجمع وإعادة التدوير، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم حجم مشكلة النفايات. ومن هذا المنطلق تم وضع السياسات والإرشادات للمنتجين والمصنعين والموردين لهذا النوع من الأكياس، وعدم السماح باستخدامها في المراكز التجارية والأسواق.
إن خطورة الأكياس البلاستيكية كبيرة على صحة الإنسان والبيئة والحياة الفطرية التي نعيش فيها، وتشكل خطرا على الأمن الصحي للإنسان وبيئته نتيجة لتأثيراتها السلبية على مكونات التربة والمحيطات والحياة البحرية والسمكية، في حين أثبتت الدراسات أن القطع البلاستيكية الدقيقة قد تنتقل إلى أعضاء جسم الإنسان وإلى الكائنات الفِطرية الحية في بيئته، وتسبب له مشاكل صحية نتيجة لتفتتها وتحولها إلى قطع صغيرة جدًا قد لا ترى بالعين المجردة.
عمان تعمل اليوم مع العديد من المؤسسات الإقليمية والدولية في هذا المجال، وقد أطلقت مؤخرا منصة لهذه القضايا التي تعمل على إدارة البرامج التطويرية، ودعم، الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعمل في مجال الاستدامة البيئية وفي إدارة النفايات، والزراعة، والتكنولوجيا الحيوية، والسياحة البيئية، والقطاعات البيئية الأخرى.
