تغطية: حيدر بن عبدالرضا داوود
في إطار التثقيف وتوعية أفراد المجتمع العماني تجاه الأزمة العالمية الناجمة عن انتشار مرض كورونا، وفي جلسة استثنائية، إستضاف مجلس الخنجي هذا الأسبوع كل من الدكتورة موزة المعمرية والدكتورة منال المعمرية المسؤولتان في مجال الرعاية الأولية بمحافطة مسقط للخدمات الصحية بوزارة الصحة للتحدث حول المحاور التي تهم مرض كورونا والتعريف بفيروس المرض، والوضع الراهن لهذا الوباء، وكيفية الوقاية الصحية منه، وماذا يعني العزل والحجر المنزلي، والخدمات التي تقدمها وزارة الصحة في هذا الشأن وكيفية التواصل معها.
بدأت الجلسة بآيات من الذكر الحكيم التي تحث على الانفاق والصحة والنظافة والصبر في المحن والابتلاءات. ثم بدأت الدكتورة حديثها بالقول أن هذا المرض اصبح وباءاً عالمياً، وأقلق الحياة وأثر على الحياة الاقتصادية في جميع أنحاء العالم. وأن نسبة انتشار هذا المرض أكثر من الفيروسات السابقة وهي سلالة جديدة، حيث اكتسبت قدرة التنقل من الحيوانات إلى البشر، ومن البشر إلى البشر. وأوضحت أن دراسة ألمانية حديثة تشير إلى أن 10% من المصابين لا تظهر عليهم أعراض هذا المرض، وأن 90% تظهر عليهم تلك الاعراض في الرئة والتتفس وغيرها، وأن 2% معرضين للوفاة خاصة من كبار السن والحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة الأخرى. وقالت أن هذا المرض ينتقل في الرذاذ، الأمر الذي يتطلب ترك المسافة لمترين وتعقيم اليدين، وعدم ملامسة السلالم والأسطح وغسل اليدين دوريا.
ثم استعرضت الشرائح التي تتناول تعريف فيروسات كورونا ( الفيروسات التاجية) والتي هي فصيلة من الفيروسات الواسعة الانتشار تتراوح في شدتها بين التهاب بسيط في الجهاز التنفسي إلى متلازمة الالتهاب الرئوي الحادة. ويعتبر فيروس كورونا المستجد COVID-19 سلالة جديدة من فيروسات كورونا حيوانية المصدر، والتي اكتسبت القدرة على الانتقال للبشر مثل فيروس سارس وميرس.
وأشارت د. موزة بأن أول حالة بهذا الفيروس تم تسجيلها بتاريخ 31 ديسمبر 2019 في مدينة ووهان الصينية، وبعدها تم تسجيل حالات مؤكدة في الكثير من دول العالم حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية. وتؤكد المسؤولة بأن الدلائل تثبت أن عدوى كورونا المستجد تنجم عن مخالطة حيوانات مصابة بالفيروس، موضحة أن ما يتم تداوله من أن الخفافيش أو الثعابين هي المصدر الحيواني الناقل للفيروس هي فرضيات علمية لا تزال قيد الدراسة، ولم يتم اثباتها أو نفيها بشكل قاطع، وأن التمدد الحالي للمرض هي نتيجة لانتقال العدوى بين البشر، ولم تعد الحيوانات تلعب دور الناقل. وقالت بأن أعراض المرض شيوعا هي الحمى والسعال وضيق التنفس، مؤكدة أنه تم اثبات انتقال فيروس كورونا المستجد من شخص إلى آخر وذلك عن طريق الاتصال عن قرب، والتعرض للرذاذ التنفسي للشخص المصاب عادة في سياق الاسرة أو العمل بسبب التعرض للأسطح الملوثة برذاذ الشخص المصاب. وأضافت أن الكوادر الصحية عرضة للاصابة بهذا المرض، الأمر الذي يتطلب منهم استخدام وسائل الوقاية من العدوى والاخذ بتدابير المكافحة اللازمة. وقالت بأنه لا يوجد لقاح فاعل حتى الان، والأمر ربما يستغرق سنوات قبل التوصل إلى تصنيعه. كما لا يوجد علاج ضد الفيروس الحالي، غير أن العديد من أعراضه يمكن معالجتها اعتمادا على الحالة السريرية للمريض.
وللحد من التعرض لهذا المطالب، حثت الدكتورة على ضرورة غسل اليدين بالماء والصابون او استخدام المعقم، وتجنب الاتصال المباشر بالحيوانات (حية أو ميته) أو التواجد في أسواق الحيوانات في الدول الموبوءة، وضرورة استخدام المنديل أو باطن كوع اليد عند العطس أو السعال لتغطية الفم والانف حتى لا يتطاير الرذاذ المعدي للاخرين أو يلوث الاسطح والادوات. كما من الضرورة تجنب الاتصال المباشر مع أي شخص يعاني من أعراض السعال أو العطاس، والتأكد من طهي المنتجات الحيوانية جيدا قبل تناوله.
وبالنسبة للمسافرين إلى المناطق التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد، يطلب منهم اتباع الارشادات السابقة، مع مراعاة البقاء في المنزل، أو تجنب الاماكن المزدحمة قدر الامكان، واستخدام الكمامات في حالة التواجد فيها. كما ينصح بعدم السفر للمناطق التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد إلا في حالات الضرورة القصوى. وبالنسبة للقادمين من تلك المناطق فعليهم مراجعة عيادة المطار او التواصل على رقم 2441999، أو التواصل مع أقرب مركز صحي لتوجيههم بالاجراءات المطلوبة.
وبالنسبة لاستيراد المنتجات من تلك الدول، أشارت الدكتورة إلى أنه لم يثبت انتقال فيروس كورونا عن طريق استهلاك المنتجات غير الحيوانية، كما وأن الفترة الزمنية منذ شحن البضاعة وحتى وصولها تتجاوز بقاء الفيروس حياً خارج جسم الانسان أو الحيوان المصاب به، مؤكدة بان وزارة الصحة أوصت بضرورة تعليق الفعاليات الدولية، والحد من الفعاليات والانشطة الداخلية إلى الحد الأدنى، في الوقت الذي تقوم فيه اللجنة المكلفة لهذا الأمر بتقييم جميع المخاطر واتخاذ الاجرءات المطلوبة، مع التأكيد على الجميع بأن هناك جوانب قانونية تنص على قانون مكافحة الامراض المعدية رقم 92/73 بضرورة الالتزام والامتثال لتعليمات وزارة الصحة بحيث لا يتعرض الشخص المخالف للملاحقة القضائية.
كما تم استعراض الفيلم الذي يتناول الارشادات الواجب اتباعها في الحجر الصحي المنزلي للقادمين من الاماكن التي ظهر فيها المرض أو المخالطين لحالة مؤكدة مخبريا ممن لم تظهر عليهم الاعراض.
ثم تحدث الشيخ أحمد خشبة إمام مسجد النورين بالغبرة الشمالية تناول موضوع حرص الاسلام وحثه على النظافة، وأن الله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه: ” ولا تلقوا أنفسكم إلى التهلكة” موضحا أن الاسلام يؤكد الحفاظ على النفس، كما يستهدف خمسة أمور وهي الحفاظ على الدين والعرض والمال والعقل والبدن أي النفس. ثم جرى نقاش حول الاسئلة والمحاور التي وردت في هذا الشأن و أمور أخرى تتعلق بكيفية الوقاية من المرض.