Image Not Found

سبعة إصدارات حديثة لمؤسسة بيت الغشام

مسقط – العمانية

صدر حديثا عن مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والإعلان سبعة إصدارات جديدة في عدة مجالات مختلفة، وهي كتاب /أشرعة البندر/للأديب والإعلامي حمود بن سالم السيابي، وكتاب /سلطنة عُمان والمنظمة العالمية للتجارة: WTO” ” أثر الانضمام/ للدكتور قاسم بن محمد الصالحي، وكتاب /سيمياء العنوان في كتب اللغة المطبوعة حتى نهاية القرن الرابع الهجري/ للباحث سليمان بن صالح بن سعيد الراشدي، وكتاب /محطات تربوية “1”/ للمؤلفة منى بنت عبدالمجيد اللواتية، وكتاب /من فروضاني إلى آيا صوفيا/ للكاتب سعيد بن خلفان النعماني، و رواية /مأساة أنثى/ لعلي بن محمد بن علي اللواتي، وكتاب /رشة عواطف/ للشاعرة عواطف العامرية.

فكتاب /أشرعة البندر/ هو الإصدار الجديد للأديب والإعلامي حمود بن سالم السيابي، يرصد فيه سيرة مكان الطفولة والصبا وهو مدينة مطرح، يكتب عنها السيابي بلغة يمتزج فيها الشعور بالحنين بالتاريخ ورائحة المكان والذكريات. الكتاب يقع في 184من القطع المتوسط، ويشتمل على ملحق يضم عددا كبيرا من الصور النادرة.

يفتتح حمود السيابي كتابه بمدخل يحمل عنوان /أنا رديت لعيونك أنا رديت .. ولك حنيت مثل ما يحن حمام البيت/، وهو مقتطف من أغنية شهيرة، يلوذ به الكاتب ليرسم من خلاله عودته إلى خطواته الأولى محمولا على جناح الحنين.

ويقول السيابي موضحا هذه الحالة: “لقد قادتني المقادير للوقوف عند الشطآن متتبعًا المد الأزرق عبر القارات الخمس فيتهادى بحر مطرح فجأة كأجمل زرقة جدَّفْتُ فيها بعيني فهو البحر الذي تتلاقى فيه أملاح الموج وأدمعي.

وما زلت أرى أن احتساء فنجان قهوة على الواقف من إبريق سالم الأخزمي في خور بمبه يساوي كل مخزون البرازيل من القهوة ومعها قهوة أثيوبيا والهند وكولومبيا وفيتنام وجبال اليمن وكل السهوب التي تزرع القهوة وتجففها، رغم أن مطرح لا تزرع القهوة وشجن فناجين الأخزمي موصولا بقهوة بلاد السامبا ورقصات نهر الجانج وصبابات الإيقاع الصنعاني، ومع ذاك فإن قهوته تكتسب مذاقها العُماني وهويتها المطرحية بتفاعلها مع ماء بحرنا المقطّر وجمر شجيرات وادي خلفان وعزف أصابع المغنِّمْ”.

ويواصل السيابي بوحه: “وكلما تضيق بي الدنيا أبحث دوما عن كتف مطرح الذي أريح رأسي عليه وعن الوسادة والحضن فأقتات المسافات بنهم لأسابق سيارتي لتحتويني مطرح بأهدابها فأنسى الدنيا، وكأن مطرح ليست من الدنيا، بل هي ست الدنيا كبيروت نزار. وكلما خنقتني الجغرافيا أهفو إلى ست الدنيا فأتنفس البحر والرطوبة والملح، وأدع الروح تهيم بين شامخ وشامخ فمطرح تضاريس الكون وفصوله الأربعة التي تنسيني التضاريس والفصول”.

ونواصل مع السيابي في سرد تفاصيل اللحظة: “ولعلها الوجهة الوحيدة في الكون التي أقود فيها سيارتي وأنا شبه مغمض دون أن أتسبب في إيذاء أحد فمطرح هي التي تقودني إليها. وأشعر بوصولي مطرح وأنا مغمض العينين من ارتفاع حرارة السيارة، إذ كلما أشير على ارتفاع عرفت أنني وصلت فتبرد الروح.

أما كتاب /سلطنة عُمان والمنظمة العالمية للتجارة WTO””: أثر الانضمام/ للدكتور قاسم بن محمد الصالحي فيتمثل هدفه الأساسي في تقديم صورة متكاملة عن مفهوم الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة، وأثرها بالنسبة للاقتصاد العُماني وإمكانية تكامله في العلاقات الدولية الجديدة.

من جانبه يدرس الباحث سليمان بن صالح بن سعيد الراشدي في كتاب جديد /سيمياء العنوان في كتب اللغة المطبوعة حتى نهاية القرن الرابع الهجري/، الذي يقول في مقدمته إن دراسة العتبات النصية تمثل علما قائما بذاته؛ دفعه ذلك إلى سعيه في كشف أغوار النص الأدبي؛ إذ يعدّ العنوان إحدى هذه العتبات، ويعدّ خلاصة فكر الكاتب الذي يهدف من خلاله إلى لفت انتباه القارئ وجعله متعلقا بقراءة عمله الأدبي بلهفة في استنباط دلالة هذا العنوان على مدلولات المحتوى الأدبي.

وقد اهتم القدماء بدراسة دلالة الألفاظ والمفردات كما اهتم الباحثون المعاصرون في مجالات السيميوطيقا / Sémiotique/ بالعنوان ودراسة دلالته، وفي ضوء هذا الاهتمام ظهر بما يعرف بعلم العنونة.

من هنا جاءت فكرة هذه الدراسة التي حصرها الباحث في كتب اللغة /المطبوعة/ التي وصلت إلينا. مقيدا ذلك بفترة زمنية محددة وهي نهاية القرن الرابع الهجري، أي نهاية ذروة التأليف في عصر القمة العربية والإسلامية. مستعملا المنهج السيميائي في قراءة هذه العنوانات بوصفها علامات دالة على مدلولات محتوى الكتاب.

اشتمل الكتاب على مقدمة، ومدخل، وأربعة فصول، وخاتمة. ففي المقدمة تحدث عن مسوغات اختيار الموضوع، والمنهج المتبع في البحث، وكذلك الدراسات السابقة في الموضوع. فيما تناول في المدخل الحديث عن مفهوم العنوان، متناولا هذا المفهوم من الجانب اللغوي والجانب الاصطلاحي.

في الفصل الأول درس الباحث عنوانات كتب اللغة، وتكون من ثلاثة مباحث، هي: صفات العنوان، ومجالات العنوان، ووظائف العنوان. أما الفصل الثاني فخصصه المؤلف لصياغة العنوان بين المصادر والمشتقات وتحدث فيه عن الصياغة الصرفية لعنوانات كتب اللغة. فيما تناول في الفصل الثالث الجموع في صياغة العنوان وتحدث فيه عن الصياغة الصرفية لعنوانات كتب اللغة. وفي الفصل الرابع تناول العنوانات المركبة ودرس فيه أحوال العنوانات التي هي أخبار لمبتدئات محذوفة جوازا. وفي الخاتمة أورد الباحث أهم النتائج التي توصل إليها.

أما كتاب /محطات تربوية “1”/ للمؤلفة منى بنت عبد المجيد اللواتية، فينقسم إلى أربع محطات وهي: اضطراب اللواء والانفعال والأساليب التربوية العلاجية، والنشاط الزائد عند الأطفال، والإدارة الصفية الفاعلة، والحاجة إلى فهم عالم المهن واتخاذ القرارات المهنية.

وتقول المؤلفة في مقدمتها: في ضوء انخراطي في مختلف شرائح أبناء المجتمع من الطلبة، وتعاملي معهم بشكل كبير وعن كثب، مررت بالعديد من التجارب والمواقف مع الطلبة من مختلف الفئات والأعمار في المؤسسات التربوية المختلفة. وقد لاحظت من خلالها أن كثيرا منهم يعانون من بعض المشاكل السلوكية والنفسية والاجتماعية والصحية والتربوية، وتظهر لديهم في المراحل العمرية المختلفة، بحيث تصبح هذه المشكلات مصدر إزعاج الوالدين والمعلمين والأصدقاء وللطالب نفسه، الأمر الذي يدعو إلى تدخل سريع ومباشر للوقاية من المشكلة أو الحد من تفاقمها.

وتضيف: “لذا ارتأيت طرح بعض المواضيع التربوية بشكل بسيط ومختصر وسهل، وتقديمها على شكل سلسلة محطات تربوية، وعرض بعض الطرق والأساليب التربوية الصحيحة والبسيطة في كيفية تعامل الوالدين والمربين مع مختلف فئات الطلبة، مستندة في ذلك إلى مراجع علمية ومصادر تربوية معتمدة، بهدف الاستفادة منها في توجيه أبنائنا التوجيه الصحيح، وتنشئتهم وفق القواعد والأسس العلمية الصحيحة.

وينتمي كتاب /من فروضاني إلى آيا صوفيا/ للكاتب سعيد بن خلفان النعماني، إلى أدب الرحلات، وقد ضمنه الكاتب عددا من رحلاته وأسفاره، كتبها بأسلوب أدبي شيق. الكتاب يقع في ثمان وخمسين صفحة من القطع المتوسط، ويشتمل في آخره على ملحق ملون للصور.

نقرأ في الكتاب إلى جانب المقدمة ستة عناوين مختلفة هي /من فروضاني إلى آيا صوفيا/، و/جربة التونسية جزيرة الأحلام والمآذن/، و/أذربيجان .. أرض النار/، و/البوسنة .. أرض تجري من تحتها الأنهار/، و/ألمانيا والنمسا ثلاثية المطر والحب.. والأقفال/، و/من قلب أوروبا إلى بحيرات أفريقيا العظمى/.

ويقول المؤلف في مقدمته: “عندما ينفصل آخرُ جُزءٍ من الطائرةِ عن الأرضِ، وهي إطاراتُها العملاقة في رحلةِ المغادرةِ بعد سرعةٍ هائلةٍ من السيرِ على مدرجِ المطار، تبدأ حياةٌ أخرى ضمنَ قريةٍ من الأشخاصِ لا يملكون وقتها أيَّ شيءٍ سوى استمتاع عساه يكتمل، وساعات بطيئة محددة سلفا على مقعدٍ مفعم بالسكينة والهدوء يحدُّه الضيقُ من كل مكان. لغاتٌ مختلفة كما هي أحلامهم ووجهاتهم التي ينطلقون منها الى مسارات أخرى، تحكمهم قوانين واضحة تسري عليهم في قريتهم الطائرة المحكمة الإغلاق، لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال.

في كل رحلة اكتشف شيئا جديدًا، حتى لو تكررت الزيارةُ إلى نفسِ البلاد، فمهما حاول الرحال أن يجعل رحلته متكاملة تبقى هنالك أمورٌ خافيةٌ سوف يكتشفها في رحلتِه القادمة”.

ويضيف النعماني قائلا: “جاء هذا الإصدار ليوثق ست رحلات متنوعة شملت تركيا مرورا بالبوسنة والهرسك واذربيجان ذهابا الى أوروبا وتحديدا ألمانيا والنمسا وطيرانا بعد فترة راحة بمسقط الى رواندا بالشرق الافريقي الجميل مرورا بتونس.

أما رواية /مأساة أنثى/ لعلي بن محمد اللواتي، فهي رواية تنسج أحداثها من واقع حياتنا عبر شخصياتها الخيالية. يقول عنها المؤلف في مقدمته أنها تتناول ظاهرة لحالة من الحالات السلبية في حياة العامة، نستلهم منها العبر والموعظة، فيلمس القارئ من خلال فصولها انعكاس آثار أسبابها على الفرد والأسرة والمجتمع.

وأن اختلفت أسبابها وما يمكن أن تخلفه من أضرار ستبقى للزمن ذكريات.. سلبت أرواحا، ودمرت أسرا، وأيتمت أطفالا، وثكلت أيامى، وتركت أعينا تبكي ألما لا ينساها من ضاق مأساتها، فمذاقها غير مستساغ وإن كانت حقيقة، فالكل كارهون لها”.

ويضيف المؤف قائلا: ” من رحم حدث هذه الرواية انبثقت شخصيتها لتأخذنا عبر أسطرها مأساة لامرأة ارتوت من كأس الحادث مرارة الحزن والأسى والألم، فامتلأت صفحات حياتها بآهات نار الفراق المرير، فتكالبت عليها الظروف القاسية، وعبست الأقدار في أحلى أيامها، وغابت السعادة من عمرها، وتركتها كالوردة الذابلة التي فقدت بريقها رغم إنها ما زالت شابة في مقتبل العمر لتترجل من على حصانها بثوبها الأبيض، لترتدي ثوب الحداد الأسود لفقد زوجها، ومن بعده قرة عينها ابنتها.

ويسطر الروائي علي اللواتي نبذة عن معاناة هذه الشخصية على الغلاف الأخير للرواية قائلا: نحتاج إلى من يزرع السعادة طريق حياتنا، ويملأ العمر بالأمنيات الجميلة، والأحلام السعيدة، ولكننا ننسى أن هناك قدرا يرسم طريق أمانينا. فمن تكون هذه الأنثى التي من رحم هذه الرواية انبثقت شخصيتها؟

وكتاب /رشة عواطف/ للشاعرة عواطف العامرية يقع في 148 صفحة من القطع الصغير ويشتمل على العديد من النصوص الشعرية تحمل في مضامينها مشاعر الأنوثة والحب والجمال، مثل /رجوع/ و/رشّة عواطف/ و/روح حرّة/ و/حبّ أمي/ و/سلام الله/ و/فزّة خاطر/ و/ضاعت أحلامي/ و/عتب وبوح/ و/طيف مخملي/ و/سكّر عيونك/ و/فتيل/ وغيرها الكثير. يتضمن الكتاب قراءة لنصوص الكاتبة بقلم الشاعر عبدالرزّاق الربيعي بعنوان /” رشّة” عواطف العامري الشعريّة/، جاء فيها: حين قرأت نصوص الشاعرة عواطف العامرية لفت نظري هذا التدفق العفوي لأحاسيس الأنثى، فهي تترك مشاعرها تنساب على الورق دون تدخّل، وتؤكّد أنها تكتب استجابة لرغبة ذاتية غامضة، وتدوّن ما يمليه إحساسها لن تتوقّف عن الكتابة إلّا بعد أن تشعر أنّها سكبت على الورق أحاسيسها كلّها!، فهي أقرب ما تكون مكتوبة بوحي الفطرة، والموهبة فقط، ولا يوجد تصنّع، ولا تزويفات لفظيّة، فهي تشبه النصوص غير الموقّعة التي يقولها أشخاص لم يسمعوا بكتاب /فن الشعر/ لأرسطو طاليس، ولم يقرأوا /الشعر والتجربة/ لأرشيبالد مكليش، ولم يحفظوا بيتا واحدا من المعلقات السبع، ولم يزنوا القول بـ/ميزان الذهب/ !.

ويضيف الربيعي: “واعتادت تتركها كما جاءت في /النزلة/ الأولى، بعفويتها، وكسوراتها، وزياداتها، دون مراجعة، وتشذيب، وقد تنساها، وتضيع بين أوراقها! فهي لا تكتب على منوال نص اطلعت عليه، أو سمعته، لذا لا نجد أصوات الآخرين في نصوصها، كذلك لفتت نظري غنائيّتها، فنصوصها مناسبة للغناء، والسماع، ولو وقعت بين يدي الملحنين لوجدوا فيها الكثير مما يصلح للغناء بوقت افتقرت الأغنية إلى الكلام الجميل، الذي يمكث في ذاكرة السامع، كما كانت”!.

وجاء نصّها الفصيح /تقاسيم أنثويّة/ الذي هو/إهداء أو ما يشبه ذلك/ كما يشير العنوان الثانوي، ليكون أشبه بالمقدّمة، أو البيان، أو قصيدة نثر تنحاز به لصوت الأنثى، فتقول بكلّ جرأة، وثقة، وحضور ذات.