Image Not Found

مجلس الخنجي يسلط الضوء على الإمبراطورية العمانية في شرق أفريقيا

تغطية: حيدر بن عبدالرضا داوود

استضاف مجلس بيت الخنجي المكرم د. محمد الشعيلي عضو مجلس الدولة لإلقاء محاضرة تحت عنوان” الامبراطورية العمانية في شرق أفريقيا” بحضور عدد من المهتمين بالتاريخ العماني من الجنسين. وقد تناول الدكتور عدة محاور ركزت على المحور السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي. ففي المحور السياسي تناول الضيف الوجود العماني في شرق أفريقيا من البداية وحتى النهاية، فيما اشار في المحور السياسي إلى الحملات العسكرية العمانية إلى شرق أفريقيا، أما في المحور الاقتصادي فقد تناول فيه الدكتور جهود السيد سعيد بن سلطان في زنجبار وشرق افريقيا، بينما ركز في المحور الثقافي على تطور الحركة العلمية في شرق فريقيا في فترة حكم سلاطين البوسعيد.
قد استعرض الدكتور الشعيلي العلاقات وكيفية وصول العمانيين إلى زنجبار وشرق أفريقيا عبر المراحل المختلفة، مشيرا إلى أنه لا يمكن اختزال التاريخ في بعض دقائق نظرا لغزارة المعلومات في هذا الشأن، إلا انه سوف نمر عليها لنستعرض أهم الاحداث في هذا الجزء من عمان. وقال عندما نتحدث عن شرق اقليم افريقيا، فاننا نتحدث عن 12 دولة افريقية وصل إليها العمانيون، وهذا الاقليم يحتل موقعا متميزا بين شرق أفريقيا وشرق القارة الهندية، مما ساعد العمانيين في الوصول إلى ذلك الاقليم وقربها الجغرافي بين عمان وزنجبار، بجانب البعد الاقتصادي والعامل التجاري. وأكد أن الوجود العماني كان مصدر خير في تلك المناطق، وليس من أجل الاحتلال مثلما يذكره البعض.

وقال بأن الصراع في تلك المنطقة يعزى إلى وجود الموارد في تلك القارة، حيث وصل إليها البرتغاليون عبر رأس الرجاء الصالح لتأمين الطريق التجاري بين لشبونة والهند، واستغلال هذا الطريق للحصول على الموارد المالية للحكومة البرتغالية، فيما قام العمانيون بعدة ثورات مقابل هذه الحملات ونجحوا في ذلك، الأمر الذي دعا أهل زنجبار بدعوة العمانيين لإدارة أحوال هذه الجزيرة، مشيرا إلى أن هناك عدة اسباب لهذا الارتباط تتمثل في: البعد التاريخي والديني والاقتصادي والاخلاقي والادبي (للاستجابة لندائهم). وقد قاد الامام سلطان بن سيف عدة حملات عسكرية ، واستطاع الاسطول العماني الاستيلاء على عدة جزر افريقية، حيث تم لاحقا حصار قلعة المسيح ورفع العلم عليها بعد حصارها لمدة 33 شهرا، وأصبحت العديد من الاراضي والجزر الافريقية تحت سيطرة العمانيين.

وقال بأن عمان تعرضت للانقسام في أواخر دولة اليعاربة مما أدى إلى اندلاع بعض الحروب الداخلية، وضعفت السيادة وحكم الدول العمانية في أفريقيا، الأمر الذي دعا السلطان أحمد بن سعيد بسير الحملات العسكرية، إلا أن هذه الحملات لم تحقق كثيرا، وبقيت عدد من المدن العمانية بعيدة عن سيطرة العمانيين عدا زنجبار، ولكن الذين حكموا بعده من الشخصيات مثل السيد سعيد بن سلطان حقق الكثير، وسيّر عدة حملات عسكرية في خلال 20 عاما، الأمر الذي أدى إلى:
1) اتساع الامبراطورية العمانية.
2) نالت عمان سمعة كبيرة.
3) زادت عمان من قوتها الاقتصادية.
4) نجح في تأمين وحماية الحدود العمانية.

ثم بعد ذلك سير حملات ضد الذين وقفوا في طريقه وأعلن زنجبار الامبراطورية الثانية لعمان، وأصبحت مسقط والممتلكات الاسيوية تدار من زنجبار. ومما دعا السيد سعيد بن سلطان لاتخاذ هذا القرار يعزى إلى:
1) أهمية وجود مقر قوي لإدارة الاملاك.
2) الاهمية والنظرة الاقتصادية لهذه المنطقة.
3) الطبيعة الخلابة وخصوبة التربة وتوفر المياه.

واشار الدكتور أن تلك الفترة كانت فترة ذهبية لأن السلطان سعيد عمل على تطوير معظم الجوانب السياسية والاقتصادية والعلمية، واعتمد على اصلاح الاقتصاد وفرض ضريبة بنسبة 5% من أجل تشجيع التجارة، واستحدث عملات جديدة بدلا من العملات التي تتداول، كما شجع التجارة الداخلية، وهيأ كافة الظروف الأمر الذي أدى بالعمانيين أن يسيروا قوافل تجارية إلى العديد من الجزر الافريقية. كما اهتم بزراعة شجرة القرنفل، بحيث أصبحت من اهم المصادر والموارد، فيما كان السيد سعيد بن سلطان يتردد في الوصول بين مسقط وزنجبار.

وفي عهده توسعت الإمبراطورية العمانية التي امتدت من بحيرات وسط أفريقيا وحتى القارة الهندية وكانت محصلة لجهوده إلا أن السيد سعيد بن سلطان توفي عام 1856م، وكانت هذه نقطة تحول خطيرة في التاريخ العماني نتيجة للصراع الذي نشب بين الاخوين لاحقا بين كل من السيد ماجد، والسيد ثويني، حيث إنقسمت الامبراطورية إلى دولتين، بحيث تولى السلطة السيد ماجد بن سعيد في زنجبار، بينما تولى الحكم السيد ثويني بن سعيد الحكم في مسقط والذي كان ينوب عن والده في حكم عمان منذ عام 1833. ولقد تم ذلك الأمر بعد إحالة الموضوع إلى التحكيم، وتدخل الحكومة البريطانية التي كانت تهيمن على المنطقة في تلك الفترة، وكانت ترتبط بعلاقات واتفاقيات تجارية مع الإمبراطورية العمانية منذ أيام السيد أحمد بن سعيد وأبنائه الذين تعاقبوا على حكم عمان لاحقا.

وقال بأن زنجبار ارتبطت لاحقا ببريطانيا بعد الوصاية عليها، مشيرا إلى الاحداث التي وقعت في 11 يناير عام 1964 عندما وقع الانقلاب ضد آخر سلطان عماني وهو السيدد جمشيد، وما تلا ذلك من احداث، لتنضم زنجبار لاحقا وتصبح ضمن دولة تنزانيا التي ضمن تنجانيقا وزنجبار في دولة واحدة، مؤكدا أن العلاقات الاجتماعية مستمرة بين الطرفين، فيما تتعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية بين البلدين، حيث زار الرئيس التنزاني السلطنة في عام 2012 والتقى بحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه.

وأخيرا تحدث الدكتور عن الرخاء الاقتصادي في تلك المنطقة والذي كان له تأثير على الحركة العلمية، بحيث أصبحت زنجبار مركزا لاستقبال العلما العمانيين وللابداع العلمي، فيما كان رجوع العمانيين إلى مسقط ساهم في العملية التعيلمية والصحفية وانتعاش التجارة بين عمان وزنجبار، حيث بدأ في عام ١٩١١ ظهور الصحافة العمانية بإصدار صحيفة (النجاح) في زنجبار، لتتوالى من بعدها عدة صحف عربية وعمانية في الظهور في المهجر.
بعد ذلك أجاب الدكتور على العديد من الاسئلة التي طرحها الحاضرون.