عديلة اللواتية – شئون عُمانية
أحببنا سلطانَنا بلا شروط ..
تعلّمنا منه طواعيةً ثوابتَ للحياة؛ رحمة، تسامح، حِلم، حكمة، سلام.
رَحَلَ السلطانُ الحَنون ..
صاحبُ الهيبةِ والوقار ،
قائلًا لنا ؛ لامفَرَّ من كأسِ المنون. إنّهُ القدَرُ المقدور،
لكلِّ انسانٍ مهما كان
نودِّعُهُ في صبرٍ وثباتٍ وصمتٍ واتِّزان
بصُحبَةِ سحائبِ الرحمةِ وأمطارِ الغُفران
إنَّ رحيلَ العُظماء قد يشُدُّنا أكثر الى امتثال الموت وجعلهِ نُصبَ أعيُنِنا يوميًّا، فنتّخِذهُ صاحبًا وواعظًا لنا في كل ساعاتِنا؛ في نوايانا
ووظائفِنا ومعاملاتِنا ومسؤولياتنِا.. حتى يتسنّى لنا أن نغيِّرَ مفهومَ الموت لدينا من كونهِ ملحمةً مُريعةً مُخزيةً، إلى كونهِ زائرًا مؤنِسًا نُكرَمُ بضيافتهِ ومفتاحًا نعبُرُ به إلى الحياة الثانية؛ حيثُ العالَمُ الأرحبُ والأوسعُ والأرحمُ، العالَمُ المجرّدُ عن المادّة، العالَمُ السامي.
ماأسرَعَ اللِّقاء بحضرةِ الله.. اذ لايضمنُ أحدُنا استيفاءَيومٍ بعديوم، ولااتِّصالَ نَفَسٍ بِنَفَس، لأنّ اللهَ يقضي ماأراد فيمَن أراد..
إذَن ليهرَعَ إلى القُرب الإلهي فيُصلِح مملكةَ الذات يكدَحُ بها إلى مالكِ المُلكِ كدحًا ليسَ دونهُ مُنتهى.. فيعتذِرُ إلى اللهِ عن تقصيرهِ في نُصرةِ مظلومٍ ظُلِمَ بحضرتهِ، وعن محتاجٍ سألهُ فلم يؤثِرهُ، وعن صاحبِ حقٍ عليهِ فبخسَه حقَّهُ، وعن عيبِ إنسانٍ بانَ لهُ فلم يسترهُ، وعن مسؤوليةٍ وجبَتْ عليهِ فأهمَلَها.
حزنُنا اليوم على سلطانِنا الغالي هو سيدُ الموقف وهو المُحرِّك للسمُوِّ بأرواحنا..
اذ الأرواحُ خالدةٌ لايجري عليها الزمن
إنّها حاضرةٌ هنا .. وحاضرةٌ هناك
واللهُ ضامنٌ لجزاءِ المُحسنين