حيدر اللواتي – لوسيل
سياسة المؤسسات هي التي تتحكم في بقاء العاملين بها لفترات طويلة تستمر لأكثر من ٦٠ عاما للكثير منهم أو الرحيل منها. وهذا لا يعني بأن العامل أو الموظف وصل إلى درجة لا يمكن له تقديم عطاء اخر لمؤسسة جديدة أو قيامه بعمل خاص لنفسه أو غيره. فكثير من المتقاعدين تجدهم اليوم يعملون في المؤسسات والشركات نظرا لحاجة تلك المؤسسات اليهم.
وجميع الدلائل تؤكد اليوم بأن انتاجية الاعمال تزداد مع نمو عمر الانسان خاصة بعد التقاعد في السن الـ ٦٠ سنة وما فوق. وهناك دلائل ومؤشرات تؤكد على ضرورة الاستفادة من كبار السن اذا رغبوا في العمل بعد تقاعدهم من مؤسساتهم أو اختيارهم من بين الاخرين للعمل لمؤسسات أخرى. وتشير دراسة لمجلة نيو انجلند الطبية NEJM في التساؤل التالي الذي طرحته: لماذا يجب على الشركات تجنيد الناس الذي تتجاوز أعمارهم أكثر من 50 عاما للمناصب العليا والمسؤولة؟
وتجيب المجلة ان هناك عدة أسباب لهذا الأمر منها ان هذه الفئة أكثر إنتاجية في مرحلة الخمسينات مشيرة ان دراسة ضخمة اجريت في أمريكا وجدت أن العمر الأكثر إنتاجية في حياة الرجل تتراوح ما بين ٦٠ إلى ٧٠ عاما. اما الذين تتراوح أعمارهم ما بين ٧٠ إلى ٨٠ عاما فهذا هو السن الثاني الأكثر إنتاجية، بينما العمر الثالث الأكثر إنتاجية هو ما بين ٥٠ إلى ٦٠ عاما. وأشارت المجلة ان متوسط عمر الفائز بجائزة نوبل هو ٦٢ عاما بينما متوسط عمر المدير التنفيذ في ٥٠٠ شركة FORTUNE هو ٦٣ سنة. كما أشارت الدراسة ان متوسط عمر القساوسة في أكبر 100 كنيسة في أمريكا يبلغ ٧١ عاما، بينما يبلغ متوسط عمر البابا ٧٦ عاما.
وملخص الدراسة يشير ان هذه الأرقام من العمر تخبرنا أمور عديدة هو ان الله صمم أفضل سنوات حياة الانسان بين ٦٠ الى ٨٠ عاما. كما أن أفضل الأعمال التي تؤدى في حياة الانسان هي عندما يكون في عمر الـ ٦٠ سنة، ويصل الشخص إلى ذروته في هذه الإنتاجية ويستمر فيها إلى سن الـ ٨٠ سنة.
وتتوجه المجلة برسالتها إلى الناس قائلة: ” إذا كان عمرك يتراوح بين ٦٠ إلى ٧٠ سنة أو بين ٧٠ إلى ٨٠ سنة فستكون لديك أفضل وثاني سنوات من حياتك معك وانت في سن التقاعد. وفي النهاية تؤكد الدراسة أن جميع كبار السن عليهم الا يقلقوا بشأن العمر على الإطلاق، وأن يكونوا سعداء في حالة حصولهم على أي عمل يناسب اعمارهم وقدراتهم وتفكيرهم وصحتهم.
لذا من المناسب جدا ان تستعين المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة بخبرات المتقاعدين في الاعمال التخصصية التي تقوم بها، لأن هؤلاء يمكن أن يكونوا مستشارين ويقدموا حصيلة خبراتهم لتلك المؤسسات لتنمية أعمالها والعناية بجودة الاعمال.