Image Not Found

مجلس الخنجي يتناول تاريخ الوجود العماني في جوادر

تغطية: حيدر بن عبدالرضا داوود

استضاف مجلس بيت الخنجي اليوم الباحث الدكتور محمد بن سعد المقدم استاذ التاريخ الحديث بجامعة السلطان قابوس سابقا للتحدث حول تاريخ الوجود العماني في جوادر ببلوشستان خلال الفترة من 1792-1958م. وقد حضر الجلسة عددا من المهتمين بالتاريخ العماني وقبائل البلوشستان بجانب عدد من المهتمين للقضايا التاريخية للمنطقة وخاصة جوادر . وقد تحدث الدكتور عن عدة محاور تتعلق بجذور العلاقات التاريخية بين مسقط وجوادر، والعلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين المدينتين، إضافة إلى اتفاقية عام 1958 التي تم بموجبها رجوع جوادر إلى باكستان ونهاية الوجود العماني على تلك الارض.

وأوضح الدكتور المقدم إلى أن ارتباط عمان بالسواحل المواجهة لها سواء في جوادر بباكستان أو شهبار ومدن ايرانية أخرى جاء باعتبار انها منطقة واحدة. وقال بأن مدينة جوادر التي تقع على البحر المقابل لبحر عمان، تعد واحدا من أهم المواني على ساحل مكران (بلوشستان)، مشيرا إلى أن العمانيين حكموا هذه المدينة حوالي قرنين من الزمان، وكانت مصدر خير في الكثير من الأمور نظرا لأهميتها التجارية، الأمر الذي أدى إلى إيجاد العلاقات العسكرية والاقتصادية والتجارية، وزيادة الحجم التجاري في القرن التاسع عشر بين مسقط وجودار، بجانب العلاقات الاجتماعية من خلال التزاوج بين العمانيين وأهالي مدينة جودار، ومن ثم هجرة البلوش إلى عمان منذ أواخر زمن اليعاربة، ومشاركة القبائل البلوشية في الحرب الاهلية في نهاية حكم اليعاربة.

وقال بأن المصادر تشير إلى أن جوادر بقيت تحت الحكم العماني منذ أن اهداها حاكم بلوشستان نصير خانوري الى عمان في عهد السلطان سعيد بن سلطان في عام 1760م، وإلى عام 1958م عندما تم توقيع الاتفاقية بين عمان وباكستان لتنتقل السيادة العمانية عبر بريطانيا بين السلطان سعيد بن تيمور وحاكم باكستان ايوب خان بموجب شرط بدفع 3 ملايين جنية استرليني لعمان وتحقيق 3 شروط وهي:
اولا: يحق للمواطنين اختيار الدوله التي يرغبون الانتماء اليها وحمل جوازها دون الخروج من وطنهم.
ثانيا: حصول عمان على المعونه البشريه من جوادر في اي وقت شاءت.
ثالثا: تستثمر حكومة باكستان المنطقه حتى عام 1998م كحق امتياز على ان تستردها عمان بعد هذا التاريخ اذا رغبت في ذالك.

وقال أن خروج عمان من جوادر كان له أثرا سلبيا على الامور السياسية والاقتصادية لتلك المدينة، حيث أدى إلى رحيل التجار وأصحاب رؤوس الأموال، الأمر الذي أدى إلى هجرة القاطنين من مدينة جوادر إلى مسقط ومدن عمانية أخرى، ليحملوا جوازات السفر العمانية.

وقال بأن التاريخ يشير إلى أن السيد سلطان بن أحمد بعد أن أصبح حاكما لعمان عام 1792 جعل جوادر قاعدة لحملاته على البحر العربي المقابل واستمرت هذه العلاقة. وفي عهد السلطان سعيد بن تيمور كانت في مسقط عبارة معلقة على الباب الكبير لمسقط مكتوبة عليها ” السلطان سعيد بن تيمور بن فيصل سلطان مسقط وعمان وظفار وجوادر”. وقال بأن آخر الولاة العمانيين على جوادر كان السيد هلال بن سعود بن حمد البوسعيدي، وذلك من عام 1947م حتى عام 1958م.
وقد تناولت المناقشات العديد من الجوانب الأخرى التي تهم تلك الفترة من التاريخ العماني في جوادر والمدن المجاورة لها، والأسباب التي أدت إلى التخلي عن هذه المدينة عام 1958.