تماضر بنت صادق اللواتية – المسار
يوم المرأة العمانية صار رمزا مهما في السلطنة، صار حراكا سنويا، من خلاله يتم العودة إلى زمنين متعاقبين، من واقعهما يمكن معرفة مسار المرأة العمانية في المكان، هناك امرأة ما قبل عصر النهضة المباركة، التي قادها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه -، وامرأة ما بعد عصر النهضة، فالخمسون عاما من عمر النهضة المباركة أفرزت أجيالا تحاورت فيما بينها على أرض الواقع، ومن خلال الفعاليات المختلفة، وانساقت وراء ما انعكس على النتاجات المختلفة، إداريا وإبداعيا وحياتيا، وهو ما أفضى إلى ظهور يوم المرأة العمانية.
كثير ما يتم تداول نجاحات المرأة العمانية في مختلف المجالات، وكثيرة هي التقارير التي تحكي عن الدعم الحكومي للمرأة، والمناخات التي صارت إليها، والحضورات التي قدمت من خلالها نفسها إلى الداخل والخارج على حد سواء، وهو ما أكد على نظرة جلالته وبعد نظره السامي في كون المرأة العمانية تحتاج حافزا حقيقيا يطمئن قدراتها ويدفعها إلى الحضور والتنافس.
نعم، هذا حقيقي، المرأة المعاصرة ورثت القوة في الحضور والانجاز من خلال المرأة التاريخ، المرأة الملهمة، المرأة المثابرة، المرأة التائقة إلى تحقيق ذاتها بأدواتها المتحققة على أرض الواقع، لذلك، كانت المرأة العمانية المعاصرة هي الامتداد للسلف الجميل، للجذع الذي ظل صلبا أمام مختلف الظروف، وهذا ما ورثته المرأة في عصرنا الحالي، التكيف والتأقلم والتنافس مع واقعها الحقيقي الذي تعيشه اليوم.
هي سيرة فعل، سيرة أثر وحقيقة، سيرة يسهل أن يتكرر، فالجينات هي ذاتها، والأحلام تطورت بتطور الزمن، والمناخ لا يزال في جوهره عمانيا، وإن كان التوق كونيا، لذلك لا يمكن تجاهل الحقائق التي تقدمها المرأة في ميادين الاختلاف إنتاجا وحضورا، ولا يمكن تجاهل ما تقوم به في الصمت والعلن، فلكل فعل انعكاسه، ولكل مساحة صمود أمام مستجدات الحياة قاعدة، هي الاستمرار من أجل النفاذ إلى سماوات الحلم، مهما كانت جاذبية ما هو اعتيادي وروتيني.
هنيئا للمرأة العمانية يومها، وهنيئا بكونها النصف الكامل في جسد التنمية العمانية بمختلف أوجهها، هنيئا لنا بنا..