فايزة محمد – شئون عُمانية
“وفي هذا المقام لا بد أن نشير إلى ندوة المرأة العمانية التي عقدت بسيح المكارم بولاية صحار، في أكتوبر المنصرم – 2009 – والتي خرجت بجملة من التوصيات باركناها واعتمدناها، ونعتقد أنكم تابعتموها، ومن بينها تخصيص يوم السابع عشر من أكتوبر من كل عام يوما للمرأة العمانية، يبرز منجزاتها خلال عام مضى، ويلقي الضوء على إسهاماتها في خدمة مجتمعها، وينشر الوعي الصحيح بدورها ومكانتها، ويعزز تطلعاتها نحو المستقبل.”
خطاب جلالة السلطان المعظم في الانعقاد السنوي لمجلس عمان 16/11/ 2009
لقد حظيت المرأة العمانية في العهد الزاهر الميمون لسيدي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله – برعاية استثنائية، ونستطيع بكل فخر واعتزاز أن نسمي هذا العهد بالعصر الذهبي للمرأة العمانية، ففي كل يوم نشهد إنجازاً جديدا يتحقق للمرأة، وفي كل يومٍ تثبت أمنا الغالية عمان أنها تحتضن المرأة في جميع المجالات، ولعل أبرزها ما تحقق قبل ثلاثة أيام فقط من الاحتفال بيوم المرأة العمانية، وهو التشريف السامي للمرأة العمانية بإصدار المرسوم السلطاني رقم 68 / 2019م بتعيين المهندسة عزة بنت سليمان بن سعيد الإسماعيلية وزيرة للتقنية والاتصالات، وتعيين الدكتورة سعاد بنت محمد بن علي اللواتية وزيرة لشؤون الفنون، وهذه الهدية السامية من لدن جلالة السلطان المعظم – حفظه الله – يثبت بما لا يدع مجالا للشك إيمان جلالته بأن ” الوطن في مسيرته المباركة، يحتاج إلى كل من الرجل والمرأة فهو بلا ريب، كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق إلى آفاق السماوات، فكيف تكون حاله إذا كان أحد هذين الجناحين مهيضا منكسرا؟ هل يقوى على هذا التحليق؟(خطاب جلالته في الانعقاد السنوي لمجلس عمان بتاريخ 16/11/ 2009).
وقد استطاعت المرأة طوال سنوات النهضة المباركة أن تستثمر جميع الفرص التي أتيحت لها في المجالات المختلفة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية والفنية وغيرها، وأسهمت بشكل فاعل في مسيرة البناء والنهضة فكانت شريكة في التنمية، واستطاعت أن تثبت وجودها – بكل جدارة – في جميع المجالات التي شاركت فيها استجابة لنداء مولانا المعظم – أمده الله بالصحة والعافية – في خطاب جلالته في الانعقاد السنوي لمجلس عمان [16/11/ 2009 عندما قال: ” نود أن نوجه كلمة إلى المرأة العمانية ندعوها من خلالها إلى الاستفادة من كافة الفرص التي منحت لها لإثبات جدارتها، وإظهار قدرتها في التغلب على ما يعترض طريقها من عقبات” .
ونحن، إذ نحتفل اليوم بيوم المرأة العمانية، فهذا لا يعني أن يقتصر الاحتفاء بالمناسبة بالاحتفالات التي تقام هنا وهناك، وإنما ينبغي على المرأة مضاعفة جهدها لبذل المزيد من العطاء في خدمة هذا الوطن العزيز، والانطلاف إلى فضاءات أخرى مثل المشاركة الفعالة في مجلس الشورى، فصوت المرأة مهم جدا في أعمال هذا المجلس، ولكن طوال السنوات الماضية كانت مشاركتها محدودة جدا، وهذا يرجع لأسباب مختلفة ليس هنا مجال مناقشتها، ولكن نتمنى أن يكون لها تمثيلاً أكبر في المجلس القادم بما يعكس دورها كشريكة في مسيرة التنمية بالبلاد.