د. طاهرة اللواتية – عُمان
[email protected] –
نحب قراءة طرائف الحكم في كتب التراث الإسلامي، فنقرأ في كتاب نهج البلاغة: «وأكرم عشيرتك، فإنهم جناحك الذي به تطير، وأصلك الذي إليه تصير، ويدك التي بها تصول».
ميزة الفكر الإسلامي، أنه ينطلق من نقاط أكثرها يتصل بما يجعل حياة الإنسان سهلة وميسرة وبسيطة. بل وتتماشى مع حاجاته النفسية والاجتماعية وغيرها. ولا يطالب بقفزات تعقد من حياته، أو تجشمه العناء، أو تدخله في صراعات لا داعي لها تستنفذ قوته وطاقته. فلا يوجد إنسان لا يحب عشيرته وأهله، بينهم يشعر بالألفة والحب والراحة، وبأنه ليس وحيدًا أمام الحياة وضغوطها ومشاكلها، فهناك من يسنده ويدعمه ويأخذ بيده، ويزيل غربته ووحشته. وهذا بحد ذاته يجعله أقوى وأصلب، وأكثر قدرة على التعامل مع تعقيدات الحياة ومواقفها.
هذه السهولة وهذا اللطف في الفكر الإسلامي، وهذا التماشي مع حاجات الإنسان المختلفة جعل الدين الإسلامي ينتشر في أرجاء العالم بسهولة ويسر، عبر التاجر الذي يخرج من عمان واليمن إلى أقاصي الشرق قديما، أو حاليًا عبر الطلبة المسلمين الذين يدرسون في جامعات العالم. هم لا يتقصدون نشر الدين، لكن الناس تنجذب اليهم والى ما يحملونه من فكر؛ لأنه يشبعهم روحيًا ونفسيًا ومعنويًا.
ونختم بإحدى الكلمات عن العلم: «كُلُّ وِعَاءٍ يَضِيقُ بِمَا جُعِلَ فِيهِ إلْا وِعَاءَ الْعِلْمِ، فَإِنَّهُ يَتَّسِعُ بِهِ».