حسين بن عبدالخالق اللواتي
كل قبيلة، في كل ولايات السلطنة، تختار من يمثلها، وهذه من الحقائق المخفية.
أغلبها تختار سرا وتكتما في داخلها، وهذا سيء جدا، وبعضها يختار في العلن بكل شفافية وبدون مواربة، وهذا جيد، وليس فيه لف ودوران وتكتم.
هل يحق لهذه القبائل ان تختار من يمثلها؟
نعم يحق لها، خاصة اذا كانت قبيلة كبيرة، ومترامية في منطقتها، وعدد أفرادها كبير.
هل هذا يهضم حقوق الأفراد الآخرين، والجماعات الأخرى في نفس تلك الولاية؟
الجواب لا.
كيف لفرد واحد، أو لجماعة صغيرة من عشرات، أو حتى من مئات الأفراد، أن تمنع وتلغي حقوف الأغلبية، لقبيلة تتكون من آلاف الأفراد؟
نعم إذا كان هؤلاء الأفراد والجماعات، أكثر من أفراد القبيلة، فالميدان لهم، ولهم أن ينسقوا فيما بينهم، ويتنافسوا مع مرشح القبيلة، ويتغلبوا عليه وعليها، في صناديق الاقتراع، في يوم الإنتخابات العامة.
أما أن يمنعوا قبيلة ذات العدد الكبير من الأفراد، من ممارسة حقهم في الإختيار، فهذا لا يجوز.
هل يجوز لهؤلاء الأفراد أن يختاروا من يشاؤون، ولا يجوز للقبيلة ذات الحق؟ كيف تحكمون؟
أما هل إختيار القبيلة يكون للأصلح والأكفأ؟
الجواب هو أن إختيارها مثل إختيار الأفراد الآخرين.
فالافراد قد يختارون الأكفأ، وقد لا يختارون، فينحازون إلى غير الاكفأ، من أهلهم وصديقهم وو.
بل هناك الكثير من الأفراد من يبيع صوته لأسوأ المترشحين، وهذا يحدث دائما وغالبا، ولنا شواهد كثيرة منها، في كل انحاء البلاد، بل يحدث حتى في الدول المسماة بالمتقدمة.
والقبيلة مثل الأفراد تماما، فقد تختار الاكفا من أبنائها، أو قد تنحاز لروابط الدم.
إذن الإنحياز من عدمه، هو سيان عند الأفراد، وعند القبيلة. ولا يجوز لأحد المزايدة على أحد.