حسبن بن عبدالخالق اللواتي
هل ستخرج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي؟
الجواب هو لا بالقطع.
لأن خروجها سيكون خسارة إقتصادية لها:
سيدخلها في متاهات جمركية.
سيمنع إنتقال العمالة الأوروبية الرخيصة إليها.
سيمنع إنتقال بطالتها الداخلية إلى أوروبا.
سيمنع إنتقال الرساميل الأوروبية المجانية إليها.
سيدخل صناعاتها المهلهلة في منافسات أوروبية قوية.
سيمنع الإنتقال المجاني للتكنولوجيا الحديثة إليها.
سيمنع بريطانيا من أن تكون أداة أمريكية معرقلة في الإتحاد الأوروبي.
سؤال: لماذا تركت الحكومة التصويت للشعب على هذا الموضوع الحساس أساسا؟
الجواب: بالرغم من كون التصويت الشعبي تصرفا ديمقراطيا من قبل رئيس الوزراء الشاب كاميرون، إلا إن النتيجة جاءت بعكس التوقعات، وكانت مفاجأة مذهلة، حيث فلتت الأمور للحظات من يد أساتذة الدعاية والإعلام والتلاعب بعقول الشعب، لقد عوقب كاميرون على فعلته الديمقراطية هذه شر عقاب.
كل هذه البدايات تم تناسيها الآن، بسبب مرور الوقت (ثلاث سنوات الآن) ولشدة التجاذب بين الجانبين.
كان سبب فلتان الأمور في البداية هو المشاعر العنصرية تجاه المهاجرين، وتأجيج مشاعر البيض من قبل الإعلام البريطاني ضد المسلمين والشرقيين عموما، وزرع مخاوف البطالة وسرقة الوظائف من قبل الأجانب، والجرائم المفبركة للمهاجرين.
يجب الإعتراف بأن خروج بريطانيا ليس كله خسائر اقتصادية، وعزلة جغرافية للجزر البريطانية الصغيرة، وتصغير سوقها التجارية، وشوفينية إنجليزية، وعنصرية البيض، وحروبهم الأبدية مع كل الأعراق الأخرى.
فخروجها له فوائد قليلة، تتلخص في الانفكاك من سيطرة الإتحاد الأوروبي، ومن بيروقراطيته المفرطة، وعودة قوة القرار الداخلي، وبالتالي عودة السيادة الكاملة للملكة ومجلسها الخاص الماسوني.
في الحلقة القادمة سنكمل عن كيفية بقائها في الإتحاد الأوروبي، بالرغم من التصويت الشعبي، من دون أن تظهر بشكلها الدكتاتوري، الذي لا يهتم بالشعب، ولا بالديمقراطية المدعاة، في دولة لا دستور لها.