د. طاهرة اللواتية – عُمان
[email protected] –
يعقد هذه الأيام المؤتمر الدولي العربي السادس للوقاية من سوء معاملة الأطفال والإهمال، ويشارك في المؤتمر جهات عديدة داخلية وخارجية، وهو جهد يصب في صالح حماية الأطفال، والحفاظ على حياتهم. ففي السلطنة تعد الحوادث هي المسبب الأول لوفاة الأطفال من عمر خمسة أعوام إلى خمسة عشر عامًا. وتقول الإحصاءات إنه في كل ساعة يلقى أربعون طفلا حتفهم على الطريق في أرجاء العالم، والكثير منهم أثناء المشي.
للأسف يأتي الإهمال على رأس قائمة أسباب حوادث الأطفال، وهو أمر يستوقفنا بشدة، فالأطفال أغلى ثروة لأي بلد. إن نتائج حوادث الإهمال تكون إما الوفاة أو الإعاقات المختلفة التي تلازم الطفل طوال حياته ، وتكون لها آثار اجتماعية ونفسية معقدة وخطيرة.
إن قضية الطفل علي فرات الذي يرقد الآن في العناية المركز بسبب الإصابات الخطرة التي طالته وهو يلعب في مركز للعب يفترض فيه أن يكون آمنًا، وأن يوفر كل اشتراطات السلامة والأمان، ومنها وجود طاقم عمل متدرب وكفؤ. إن هذه الحادثة والحوادث التي يتعرض لها أطفالنا بين فينة وأخرى تدعونا إلى أن نطالب لجنة حماية الطفل ودائرة الحماية الأسرية إلى أن تقود التحقيقات بنفسها مع المختصين، فالتحقيق الذي تقوم به الجهة التي يقع فيها الحادث -وخاصة إذا كانت شركة تجارية – لا يمكن أن يشعر الناس بالشفافية والمصداقية، فكيف يكون الخصم هو الحكم كما يقول المثل. لذا أدعو أن ترفع لجنة حماية الطفل هذه القضية وغيرها مباشرة إلى الادعاء العام كي يقوم بالتحقيق، والذي سيتسم بالصدقية والشفافية والمحايدة باعتباره جهة مختصة، قلوبنا تحترق على أطفالنا عندما تحصل حوادث خطرة ومميتة، ونحن بحاجة إلى الحد منها، وإيقافها بإجراءات حازمة حتى لا تتكرر.