كتب:عزان البادي – عُمان
عرضت جمعية المسرح والسينما العمانية بمرتفعات المطار مساء أمس فيلم (سوق الظلام بعد منتصف الليل) وذلك ضمن فعالية (فيلم الأسبوع)، ويحكي الفيلم قصة السفينة (سلطانة)، حيث تعد سلطنة عمان أول دولة عربية أرسلت سفيرًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زمن الإمبراطورية العمانية، حيث إن شخصًا ما عمل نموذجًا لهذه السفينة من الذهب والألماس الخالص، وأعطاها للتاجر الهندي على أساس أنه يمكن أن يبيعها للتجار العمانيين بأسعار مرتفعة، حيث كانت هناك عصابة تتابع هذا التاجر لكي تحصل على نموذج السفينة الثمين، لتتم الأحداث في سوق الظلام الموجود في مدينة مطرح، حيث يتسم بالظلام وبالمكان الموحش الذي يتكون من سوق مطرح حاليا وسور اللواتيا والحواري والبيوت القديمة المحيطة بالسوق.
وتحدث محمود الحراصي، مدير إنتاج فيلم سوق الظلام عن فكرة الفيلم قائلا: «جاءت الفكرة من وحي السوق القديم (سوق مطرح)، حيث إن الكاتب من المنطقة نفسها (سور اللواتيا)، على أساس تشجيع السياحة بسبب كثرة السياح الأجانب في فترة من الفترات، مما أدى إلى نوع من الإهمال، فصار التوجه إلى السوق للفت الأنظار إليه من جديد، فأكثر ما تحدث عنه الفيلم تاريخ السوق أو تاريخ سور اللواتيا والحواري المحيطة به».
وأجاب الحراصي، عند سؤاله عن الفترة الزمنية التي استغرقها الفيلم، بقوله: «في الأساس وضعنا في اعتبارنا أن المدة الزمنية المستغرقة في إنتاج الفيلم هي 20 يوما، حيث إن التصوير كله استغرق 15يوما بالمجمل، ولكن الخمسة أيام المتبقية، ربما يحدث لديك انخفاض أو تأثير».
وتحدث خليل السناني، وهو ممثل مسرحي وسينمائي عن الدور الذي قام به قائلا: «بداية أشكر جمعية السينما على هذه الاستضافة، أما بالنسبة للشخصية التي لعبت دورها لم أكن مرشحا لها أساسا، ولكن في الآونة الأخيرة تم الاتفاق على التمثيل، بعدما تسلمنا النص بأيام قليلة قبل التصوير، فعندما قرأت النص أعجبت بفكرته المثيرة للجدل حقيقة، وتاريخ السفينة (سلطانة) المعروفة، بمشاركة مجموعة من الفنانين العمانيين المشهورين بحيث كانت المشاركة معهم جميلة».
وأردف السناني قائلا: «بعض الفنانين الذين شاركوا لأول مرة في التمثيل كان أداؤهم جميلا ويشد الأنظار، ولكن البعض منهم كان أداؤهم دون المستوى، حيث أرى أن الأعمال التي تنتج ليس بها انتقاء للشخصية في مكانها الحقيقي، كما أن الأداء غير مقنع، حينما يكون عدم التكافؤ في الكفتين موجودًا، فتكون الأمور غير متناسبة، ففي المسرح هناك قول: (الفعل ورد الفعل)».
وأضاف أيضا: «بشكل عام يعتبر عملا جيدا، حيث سوق الظلام وتاريخ سور اللواتيا التاريخي، والحواري والبيوت القديمة شيء جميل، فقليلا ما تجد من المنتجين من يتناول هذه الأماكن».
وقالت الدكتورة وفاء علم الدين من سوريا، حول إيجابيات الفيلم: «كان أداء خليل السناني ممتازا، مؤملة أن يخرج يوما بدور كوميدي؛ لأنه يمتلك مقومات الكوميديا مثل مقومات الدراما، كما أن الشاب الذي كان يعمل في المحل له مستقبل ناجح في الدراما، وكذلك الشاب المدمن أقنعني جدا بتمثيله وتفاعله مع المخدرات، من جانب آخر الفيلم هادف؛ لأنه طرح مشاكل كثيرة مثل الإدمان واستعمال الهاتف أثناء القيادة، ومراقبة الأهل لأولادهم؛ لأن غياب دور الأب عن الأسرة جعله يقع في تعاطي المخدرات، هذا بالنسبة للإيجابيات»، وواصلت: «أما بالنسبة للسلبيات صوت الفيلم غير واضح، حيث إن المخرج من بلدنا الشقيقة مصر يفترض أن يكون عنده قوة في الإخراج، حيث اتضح لي أن عنده ضعفا في الإخراج، كما يفترض تدريب الشباب أكثر على الأدوار والاستفادة من تجربة الأستاذ خليل السناني، كونه أكثر خبرة في التمثيل، كما أن هناك خطأ آخر تمثل في صلاة الفجر عند تأديتها، حيث كانت ساعة الحائط تشير إلى الساعة الثامنة صباحا وكذلك ترافق الأذان مع صلاة المصلين وهذا لا يعقل، كما أن سوق الظلام كان يفترض أن يُعطى مساحة أكثر حتى يخرج سواء محليا وعالميا لتظهر مكانته الكبيرة كأمثال سوق نايف وسوق واقف والخليلي وغيرها».
والجدير بالذكر أن فيلم سوق الظلام بعد منتصف الليل، من إنتاج شركة زوال للإنتاج الفني، حيث تم تصويره في سلطنة عمان في عام 2013، وإخراج الدكتور جون إكرام، ومن تأليف محمد رضا اللواتي وتمثيل كل من الفنان القدير خليل السناني، والفنانة حبيبة الصلتية، والفنان يوسف البلوشي، والفنان عامر السيابي من الجانب العماني، أما من الجانب الهندي فلقد شارك كبير أشرف، وريتا، وتارا، حيث كانت هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها الفيلم.