أحلام محمد اللواتية
الحياة كالبحر ، أحيانا تكون هادئة تحيط بها الطيور لتغرد لحنا جميلا وفجأة تحيطها الأمواج من كل ناحية لتقلبها رأسا على عقب، فتضرب بأمواجها العاتية كل مايسر الإنسان.
وهذا مايحدث في الحياة الزوجية عندما يجمعك القدر مع إنسان عشت معه أيام جميلة وبنيت على أساس الحب أحلاما وردية وأخذ بك الخيال إلى جبال السعادة وفجأة تهطل عليك حجارة من الثلج تهدم كل مابنيته في أحلامك من سعادة.
وهذا ماحدث لي تزوجت عن حب شديد، وعشت مع زوجي حياة سعيدة هانئة كلها حب وأخلاص، رزقنا الله بورود زينت حياتنا ،عشنا سنين طويلة في استقرار، وحدث فجأة ما قَلب حياتي .
كنت راجعة من عملي وفي الطريق فكرت أن اشتري لزوجي هدية أعبر فيه عن حبي له ودخلت المنزل ومن عادتي عندما أدخل المنزل يطير صوتي في كل مكان وكأنني أقول أنا هنا ، لكني هذه المرة حاولت أن أفاجأ زوجي فدخلت بهدوء شديد ،ووقفت عند الباب لأفاجئه بالهدية، لكنه للأسف فاجأني بشئ لم أتصوره في حياتي ، سمعته وهو يتكلم مع فتاة ويغازلها ويطلب مقابلتها. انصدمت وسقطت الهدية من يدي وأحدثت زلزالا قويا جعلت زوجي يلتفت إلى الوراء ووجدني أنظر إليه بحزن وألم وكأنني عصفورة مجروحة بسكين ، وسقطت على الأرض، وعندما فتحت عيني وجدت أهلي بجانبي وسمعت صوت الطبيب (انهيار عصبي )، أغمضت عيني وتركت الدموع على خدي .
دخل زوجي وكأن النار دخلت جسدي ، صرخت، حاول الاعتذار ولكني صرفت وجهي عنه . رجع المنزل ووجد نفسه أمام جبل من المسؤوليات لم يكن يشعر بها ، أحس بالضغط الشديد ولم يجد حلا لمشكلة الضغط الواقع عليه فزارني في المستشفى ليبث لي الأمل من جديد بحياة سعيدة وكأنه لايدرك بأن الزجاج المكسور من الصعب إصلاحه .
احترت ماذا أفعل أأحتفظ بكرامتي وأذهب إلى بيت أهلي أم أضحي بنفسي من أجل أولادي ليكونوا في حضني وأغدق عليهم من أمومتي ؟
حائرة بين كرامتي التي أهدرها زوجي بخيانته لي وبين أطفالي الذين يحتاجون لي .
أرشدوني بربكم ماذا أفعل ؟