د. طاهرة اللواتية – عُمان
[email protected] –
هو أبو علي أحمد بن عمر المعروف بابن رستة، له كتاب نفيس جدا بعنوان: (الأعلاق النفيسة)، وهو فلكي وعالم أرض عاش في القرن الثالث الهجري/ العاشر الميلادي، والحق إن المعلومات عن حياته قليلة، ولكن من المعروف أنه عاش في أصفهان، وحج إلى مكة المكرمة عام 290هـ/902م. ويعتبر ابن رستة من أوائل علماء الفلك الذين اهتموا بأبعاد القمر والنجوم السيارة. ومن بين الكواكب التي اهتم بدراستها ابن رستة كوكب زحل، والزهرة مقدرًا أبعاد كوكب الزهرة عن مركز الأرض في الحالات المختلفة.
وقد عُرف ابن رستة واشتُهر بكتابه (الأعلاق النفيسة) المؤلف من سبعة أجزاء، الذي ضاعت منه ستة أجزاء، ولم يصل منه سوى الجزء السابع المؤلف من 239 صفحة، متناولا فيه موضوعات متنوعة، بعضها فلكية وبعضها جغرافية، وبعضها ديني، وموضوعات أخرى مختلفة في الصناعة والعجائب والغرائب، ومن أغرب ما يذكره ابن رستة في كتابه الشيق: «إن الأرض كروية»؛ فقد درس صورة الأرض وكرويتها وهيئتها ومركزها وحجمها، ووصف أقاليمها؛ فقد كان ينتمي إلى المدرسة الإقليمية في علم الجغرافيا العربية، فكان بذلك من أوائل العلماء العرب الذين أثروا في أوروبا بإنجازاتهم في الربط بين الجغرافيا وحسابات الفلك، وفي الكتاب معلومات علمية دقيقة ومهمة جدا عن الأرض وحركتها وأقاليمها السبعة وتعاقب الفصول وغيره، ودرس في كتابه نوعين من الحركة تقوم بها الأرض.
قد تعد هذه المعلومات مفاجأة للبعض؛ فوجود عالم يقول بكروية الأرض في القرن العاشر الميلادي أو الثالث الهجري لهو مفاجأة لمن درس وقرأ أن جاليليو هو أول من قال بكروية الأرض وحركتها.
إنها دعوة لجمعية الأدباء والكتاب أن تهتم بهذا النوع من الكتب العلمية التاريخية، وهي كثيرة جدا في تراثنا، وأن تعقد الندوات وحلقات العمل حولها لتعريف الناس بها.