بقلم أحلام محمد رضا
جلست على شاطئ البحر استمتع بجمال الطبيعة ،وفجأة علت أصوات الأمواج وكأنها تتصارع فيما بينها ، وهبت ريح قوية لتزيح الغشاوة عن عيني، تلك الغشاوة التي تعمدت أن أضعها حتى أنسى الماضي الأليم ، ذلك الماضي الذي غرس في قلبي أشواك مازالت تؤلمني بالرغم مرور سنين عليها ، ذلك الماضي الذي لم يتركني أنسى تلك اللحظات الأليمة التي عشتها عندما سمعت الخبر ، خبر لم يخطر على بالي ولم أعمل حسابه .
البحر ياله من غدار ، يظهر لنا الوجه الجميل ويخفي عنا ما قد يفعله بأحبابنا ، أحبابنا الذين عشنا معهم سنين جميلة.
يأتي ذلك البحر بأمواجه العاتية ليأخذه منا ويحرمنا من تلك الضحكة الجميلة ، يحرمنا من ذلك القلب الحنون ، يحرمنا من ذلك الشخص الذي كان يمد أياديه البيضاء لكل من يطلب منه ذلك. ، هذا البحر الجميل زرع في قلبي جرح غزير عندما خطف مني شخص عزيز علىّ، شخص اعتبرته مثل والدي رحمه الله ، شخص عشت معه أيام جميلة ارتحلت معه إلى بلاد بعيدة وفاجأت بعد رجوعي أن الموت غرس أنيابه في جسده وهو في عرض البحر
جلست استرجع الماضي ودموعي تحفر الأخاديد في وجهي حتى أحسست بنسيم البحر البارد يداعب وجنتىّ فانتبهت من غفلتي، وحمدت الله الذي منحنا ذلك البحر الذي يعتبر آية من آيات الجمال ، البحر الذي بالرغم من أنه أخذمنا الكثير لكنه يعطي لنا من نعم الله أشياء لاتعد ولا تحصى . في تلك اللحظة هبت نُسيمات باردة انعشت نفسي ، و واستغفرت الله ، وغادرت ذلك المكان الجميل بعد أن رميت كل همومي في عرض البحر وطلبت من الله أن يرحم موتانا ويغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته .