تغطية – د. حيدر بن عبدالرضا اللواتي
استضاف مجلس الخنجي اليوم ثلاث شخصيات عمانية مبتكرة في قطاع تقنية الاتصالات المعلومات ممن نجحوا في تأسيس شركات محلية في المجالات الخدمية والتقنيات المتعلقة بأجهزة الاتصالات والمعلومات للجيل الرابع. وأدارت الجلسة الفاضلة/ ورد المنى الخنجي. وضمت جلسة اليوم 65 شخصا من مختلف الاعمار خاصة من الشباب طرح من خلالها ثلاث عروض مرئية لرجال الأعمال الشباب الذين يديرون تلك لشركات وهم الافاضل/ المهندس ماجد العامري مؤسس شركة “ثواني”، والمهندس راشد السالمي مؤسس ومدير عام شركة “انسايت لأمن المعلومات” والمهندس خالد الحريبي مؤسس شركة “امباكت” للتدريب على تقنية المعلومات.
بدأت الجلسة بعرض من الفاضل/ ماجد العامري للتحدث عن منصة “ثواني” مشيرا إلى أن هذا النوع من المشاريع تواجه العديد من التحديات وخاصة في الفترة انطلقت فيها الفكرة وهي عام 2008 بهدف ايجاد منصة كاملة للمدفوعات تديرها شركة محلية، تعمل على تقليل الاستخدام من الـ CASH واستخدام تطبيق معين للصرف في المؤسسات والمحلات وغيرها من الاماكن الأخرى. وقال بعد إجراء تحليل للسوق، تبيّن لنا أن هناك نقص في التشريعات في هذا الجانب، الأمر الذي دفعنا بأن نتوقف عن الاستمرار في هذا المنحى عام 2010، إلا أنه بعد عام 2011 بدأت ثورة التقنيات الذكية واجهزة الاتصالات اليدوية، وبدأنا نحي الفكرة مرى أخرى ونتواصل مع الجهات المعنية لتحقيق هذا المشروع، وحصلنا على ضؤ ودعم معنوي من البنك المركزي العماني، ووقفنا على معظم تلك التحديات، عدا الحصول على المستثمر للانضمام لنا، حيث أن تقبل هذه الفكرة كانت مستحيلة مع مستثمر كان ينظر إلى قطاع العقار والاسهم والمال بايجابية في تلك الفترة، ولكن مع حصولنا على موافقة المستثمر في عام 2015 تم افتتاح مكتبنا في عام 2016، وبدأنا العمل مع أحد البنوك المحلية في عام 2017 وطرحنا منتجنا في عام 2018، ثم دخلنا في هذه المعركة وهي مستمرة للوصول إلى المستثمرين الاخرين والمتعاملين والمؤسسات، حيث أصبح لدينا اليوم 10 آلاف مشترك فيما يعمل في الشركة اليوم 16 موظفا معظمهم من العمانيين، وأصبحت الشركة تتعامل مع العملاء وبعض الشركات مثل شركة “حيا” من خلال عمل تطبيق خاص لها لتقليل المصروفات وتوفير الوقت والجهد للعاملين في هذه الشركة. وحاليا نعمل على إيجاد عملاء خارج السلطنة من خلال العمل من مؤسسات وأسواق خارجية.
وفي العرض الثاني تحدث الفاضل/ راشد السالمي مؤسس ومدير عام شركة “انسايت لأمن المعلومات” مشيرا إلى أن الشركة تأسست عام 2003 للأمن المعلوماتي حيث تهدف إلى تقديم الخدمة للقطاعين العام والخاص، وأن التحدي الذي واجهناه لا يقل عن غيرنا في هذا المجال حيث كان يتمثل في كيفية الوصول إلى السوق، ولكن فور نجاحنا في هذا العمل، بدأ الطلب يتزايد، وأن وجود شركة صديقة لـ “ثواني” سوف تزيد من عملنا أيضا. واليوم نعمل مع المؤسسات العمانية التي تلتزم بالمعايير والخطط البيانية الواضحة لأمن المعلومات ، مع احتفاظ تلك المعلومات بسرية تامة لحماية الشبكات والانظمة والبيانات من أي تدخل خارجي، واليوم دخلنا في الخدمات الاحترافية وتقديم الاستشارات، وهناك نمو مستمر في هذا الجانب. ونتوقع في المستقبل ان تكون هناك نقلة في عمل الشركة والقضاء على التحديات الماثلة أمامها مع تبني المعايير المطلوبة، مشيرا إلى عدد العمال العاملين في الشركة اليوم يبلغ 30 شخصا، وأنه من الصعب إيجاد الكوادر العمانية المتخصصة في بعض المجالات التي تود الشركة الدخول بها بالرغم من العدد الكبير من الخريجيين العمانيين في مجالات المعلومات والاتصالات الذين تنقصهم الفكر والعلم المطلوب في هذه القطاعات.
أما الفاضل/ خالد الحريبي من شركة امباكت للتدريب على تقنية المعلومات فقال بأن الشركة انطلقت منذ سنة مضت ولدينا اليوم 17 برامج للتدريب ويعمل لديها 6 أشخاص. وقال بأن السلطنة تعتبر الدولة الأولى في العالم في تخريج الطلبة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات مقارنة بعدد السكان لديها للقيام بتلك الاعمال، موضحا أن الشركة تعمل على استغلال مهارات العمانيين من خلال عمل برامج للعمل في غير الدوام الرسمي، بحيث تتمكن تلك المجاميع تقديم خدماتهم للمجتمع من خارج المؤسسات. وقال بأن الثورة الرابعة للمعلومات تعني دمج ذكاء الانسان مع القدرات الرقمية، وهذا ما نقوم به من تدريب الاشخاص على تلك الاسس. واضاف الحريبي أن الوظائف سوف تتأثر في السنوات القادمة بحيث تقوم الالة بتلك الاعمال بجانب مهارة الاشخاص، مشيرا إن هناك عدة مجالات وقطاعات يمكن للشباب ان يستفيدوا من الذكاء الصناعي، حيث هدفنا هو أن نجعل انتاجية الشخص من خلال استخدام التقنيات الحديثة تزيد بنسبة 10 مرات مما يقوم عليه الان، وبالتالي يمكننا لاحقا عرضهم على المؤسسات خارج السلطنة بعد فهم الشباب لتلك التقنيات الجديدة.
وتناول الحريبي دولة استونيا مشيرا إلى أن هناك مجموعة من المؤسسات تعمل على خلق شركات متجانسة مهمتها تقديم الخدمات المتكاملة بحيث بلغت قيمتها 1 بليون دولار أمريكي، مطالبا بأن يكونوا الخريجيين العمانيين من أصحاب الفكر والعلم وليس من أصحاب حملة الشهادات فقط، مؤكدا على دور الجامعات الوطنية الاهتمام بالعلم والفكر بدلا من تقديم الشهادات. وأجاب على سؤال قائلا أن هناك اليوم حوالي 45 ألف باحث عن العمل في السلطنة منهم 8 آلاف ممن تخرجوا في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، وأن السوق العماني يفقتد إلى مهارات العمل في هذه المجالات.
كما أجاب هو وغيره من الحاضرين على العديد من الاسئلة مقترحين بمجموعة من المبادرات التي يمكن أن تعزز من مهارت الخريجيين العمانيين في الجامعات الوطنية مستقبلا.