د. طاهرة اللواتية – عُمان
[email protected] –
أصبحت البدانة وباء يجتاح العالم، فنسب البدانة تزداد تصاعديا مع الأطفال والبالغين على السواء. وأصبحنا نشهد كثرة عمليات قص وتكميم وتصغير المعدة كحل أخير لكل من يعاني البدانة، ولا يستطيع التخلص منها، رغم خطورة هذه العمليات. كان خبراء التغذية يوجهون أصابع الاتهام إلى الأغذية فائقة المعالجة، وهي الوجبات الجاهزة و«البيتزا» والحبوب المحلاة والبرجر، وغيرها من المكونات التي تحتوي على عصارة المكونات الغذائية، والإضافات الصناعية المتطورة التي توجد نكهة للطعام أو تحسّن لونه ورائحته وملمسه.
وصدق حدسهم ؛ ففي دراسة حديثة أجراها باحثون في «معاهد الصحة الوطنية» بالولايات المتحدة كشفت أن زيادة استهلاك الأغذية فائقة المعالجة تؤدي إلى إقدام الشخص على تناول طعامه بصورة أكثر وأسرع، ما قد يصيبه بالبدانة. وأوضحت الدراسة، التي نشرتها دورية «سيل ميتابوليزم» (Cell Metabolism)، أن هذه الأطعمة تضيف 508 من السعرات الحرارية يوميًّا، ويمكن أن تزيد وزن الشخص بحوالي 0.6 إلى 0.9 من الكيلوجرام خلال أسبوعين. ومع تراكم السعرات اليومي والأسبوعي تصبح البدانة هي النتيجة الطبيعة والمنطقية. إن تناول الطعام كما هو في الطبيعة يستغرق وقتا أطول، ويوفر الشعور بالشبع، ويزود الجسم بكافة احتياجاته، عكس الطعام فائق المعالجة؛ الذي بمغرياته المختلفة ونكهاته وإضافاته يفقد الإنسان الكثير من مقومات الطعام الصحي والمتوازن في تركيبه، والمعتدل في سعراته.
فتناول تفاحة وقضمها لنصف ساعة أفضل من تناول عصير ثلاث تفاحات خلال دقيقتين. والاستمتاع بتناول قطعة لحم مشوية بطريقة الجدات أفضل من تناول شرائح اللحم الزكية الرائحة الغارقة في أنواع من الصلصات والمايونيز والزبدة. صحيح يغرينا البرغر، وتناول البيتزا الفارهة بمكوناتها الكثيرة؛ إلا أن الفاتورة المدفوعة تصبح غالية جدا مع أمراض البدانة القاتلة والمدمرة.