Image Not Found

ليلة بألف شهر !!

د. طاهرة اللواتية – عُمان
[email protected]

من أجمل نفحات شهر رمضان على الإطلاق، ليلة القدر، فهي ليلة خير من أكثر من ثمانين سنة قد يعيشها الإنسان.
يقول علماء الإسلام إن أفضل الأعمال في هذه الليلة الاستغفار والصلاة والدعاء للنفس والأهل والولد والمؤمنين والمسلمين.
ونقوم بتحري هذه الليلة المباركة في الوتر من الليالي العشر الأجيرة في شهر رمضان، وتمتلئ الكتب بصفات هذه الليلة ونهارها من اعتدال الشمس وخفوت الإشعاع والحرارة وغيره، كما أن هذه الليلة هي ذروة سنام شهر رمضان بنفحاته الربانية من المغفرة والتوبة والعتق من النار.

ونستقبل ليلة القدر بالدعاء والتضرع والطلب من الله تعالى أن يقضي حاجاتنا ويحقق آمالنا في الدنيا والآخرة، ونغتنم هذه الفرصة العظيمة والعطية الرائعة من رب العالمين بالكثير من الامتنان والتقدير والشكر.

ونلاحظ في المواقع الإلكترونية تحري المسلمين لليلة القدر، كي يستعدوا بالأعمال العبادية فيها، فالمعروف في التراث الإسلامي أن الدعاء في ليلة القدر مستجاب من الله تعالى، ومن يستجاب دعاؤه يقال عنه أنه أدرك ليلة القدر، وأن الذي ندريه عن هذه الليلة العظيمة أن ملائكة الله تعالى تنزل ليلة القدر الى الأرض من كل أمر بمعية الروح، وإنها سلام حتى مطلع الفجر، كما قال الله تعالى في سورة القدر. وإنها ليلة مباركة نزل فيها القرآن الكريم، وفيها يفرق كل أمر حكيم، أمرا من رب العالمين، كما ورد في سورة الدخان.

وذهب بعض العلماء الى التفسير أن «سلام هي حتى مطلع الفجر» تعني من ضمن ما تعنيه أن حركة تساقط الشهب والإشعاعات الخطيرة نحو الكرة الأرضية تتوقف ليلة القدر تماما، وذهب البعض الى القول أن وكالة ناسا تدري هذا الأمر وتخفيه، لا ندري مدى صحة ما يقال عن ناسا، لكن الذي ندريه حق المعرفة أنها ليلة مباركة وعظيمة القدر والشأن والمنزلة عند الله تعالى. وإنها من أعظم نفحات شهر رمضان المبارك وعطاياه السنية، بل إنها من أعظم العطايا للإنسان المسلم من رب العالمين.

نرفع أكفنا بالدعاء الى الله تعالى في هذه العظيمة بكل الخير، دعاء مقرون بالتضرع والخضوع الى جبار السماوات والأرض؛ فيقول جل وعلا: «ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ». ويقول تعالى: «قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا».