د. طاهرة اللواتية – عُمان
هناك ٣٠٠ مليون شاب عربي في عمر العمل في العالم العربي، وهو تحد كبير للعالم العربي ولدولنا، فقد ارتفعت معدلات البحث عن عمل، وتلقى كل دفعة جامعية خريجة صعوبة في الحصول على عمل رغم مؤهلاتها.
لكن للرقمنة وقع اقتصادي مادي يساهم في نمو إجمالي الناتج المحلي للفرد، ويدفع عملية استحداث الوظائف ويحفز الابتكار، وقد أُجريت تقييمات لتطور الرقمنة ووقعها في 150 بلدا، وكانت النتائج مشجعة جدا حسب دراسة لشركة بوز أند كومباني للاستشارات الدولية والاستراتيجية.
لكن حسب الدراسة فإن البلدان التي تسجل مستويات أدنى من التنمية الاقتصادية غير بارز فيها هذا الوقع الاقتصادي، ويبدو أن الفارق هو أنه في الاقتصادات الأقل تطوراً تكتسب العوامل التي تتخطى الرقمنة أهمية أكبر بالنسبة إلى نوعية الحياة، حيث تترك الرقمنة وقعاً على نوعية الحياة فقط عندما يستوفي السكان احتياجاتهم الأساسية. وهو تحد خطير جدا اذا لم يرافق الرقمنة الحاصلة في دولنا الخليجية تنمية اقتصادية حقيقية لاقتصاد البلد.
ويشير تقرير أعدته شركتا «سي بي آر إي»، و«جنيساس» الصينية، إلى أن 50% من المهن الموجودة اليوم سوف تختفي تماما بحلول عام 2025 حيث سيتحول الناس إلى المهن الأكثر إبداعا وإنتاجية، فالمهن والوظائف المستقبلية، تحتاج إلى إبداع وذكاء، وتنمية المهارات الاجتماعية.
وستظهر مهن: استشاري رقمي، تقني رقمي، طيار فضائي، مرشد سياحة فضائية، أخصائي معالجة التسمم الرقمي، مستشار إنتاجية، كيميائي طعام، ومحامي افتراضي. وستختفي وظائف مثل: سائق تاكسي أو حافلة، حارس أمن، وكالات السفر، متاجر بيع بالتجزئة، ساعي البريد، ميكانيكي، نادل، الناشرون والعاملون في الطباعة، وموظفو المبيعات. وهو تحد آخر كبير لعصر الرقمنة يجب العمل عليه في الجامعات ومراكز التعليم والاستعداد له.
ومن جانب آخر تقول الدراسات: يفتقد الشرق الأوسط وخاصة دول الخليج رأس المال المغامر الذي بإمكانه تمويل المشاريع التكنولوجية الناشئة وتحويلها إلى مشاريع كبيرة الحجم تدر أرباحا كبيرة لعدد من الأسباب، مما يقلل من فرص رواد الأعمال الشباب العاملين بالقطاع التكنولوجي. وكذلك تزداد فيه المخاطر من الهجمات السيبرانية، فيجب أن تكون هناك منظومة أمن سيبراني قوية تحمي البنية الرقمية وتحول دون حصول الهجمات الإلكترونية التي تكلف الشرق الأوسط ودول الخليج باهظا.