Image Not Found

خريف الأشجار أم ربيعها !

د. طاهرة اللواتية – عُمان اليومية
[email protected]

ونحن نمر بين شوارع وأحياء مسقط ، تستوقفنا هذه الأيام الحالة النشطة التي فيها عمال بلدية مسقط، فهم لا يفتأون يجمعون ورق الشجر الأصفر المتساقط بكثرة كبيرة، ويحملونه العربات الضخمة التي تقف على جانب الطريق. نلاحظ تحول العشب الأخضر أسفل هذه الأشجار إلى بساط أصفر شاحب من كثرة الورق الأصفر المتساقط.

طبيعيا نحن الآن في مسقط في فترة الربيع، لكن هذا النوع من الأشجار تقول بإصرار كبير إننا في الخريف ! ترى ما اللغز المحير في ذلك؟

في بيتي تقول النباتات الداخلية أننا في الخريف ! حيث تصفر الأوراق وتتساقط حاليا، ومع دخول الصيف أراها تنتعش وتكبر سريعا وتنمو براعمها بكثرة وتتفرع.

في هذه الفترة من العام تشهد بلدان جنوب شرق آسيا جوا خريفيا وسقوط أوراق الشجر، وتصبح الأرض في انتظار المطر الذي اشتاقت إليه طويلا، فهي فترة جفاف وغبار أحيانا. ثم تبدأ الأمطار في شهري يونيو ويوليو أي مع دخول الصيف عندنا، لتعود الأرض والأشجار عندهم بالاخضرار والنمو.

اعتقد أن الأشجار التي يتساقط ورقها عندنا في هذه الفترة الربيعية هي ذات اصل جنوب شرق آسيوي. لذا تكون دورتها مواكبة لدورة المناخ في تلك البلدان

وغالبا يأتي السؤال: تم نقل الكثير من الأشجار من جنوب شرق آسيا إلينا- حيث ربيعهم خريفنا، وخريفهم ربيعنا – وبقيت هذه الأشجار محافظة ومخلصة لأصلها، فلم تتغير دورة حياتها رغم اختلاف بيئتها من عشرات السنين، وبعضها لعقود طويلة.
ترى ما تأثير ذلك على البيئات الجديدة التي تنتقل إليها أشجار ونباتات بيئات معاكسة في دورتها، وما تأثيره على مناخ البيئات الجديدة، وما تأثيره على الإنسان والحيوان في هذه البيئات، أسئلة تحتاج إلى بحوث علمية معمقة ودقيقة كي نصل إلى نتائج علمية صحيحة، ونكتشف آيات الإعجاز الرباني.