د. طاهرة اللواتية –
[email protected] –
أصبحت المرأة جزءا مهما من اليد العاملة في بلداننا ، فلم تعد الأسرة تستغني عن دخل المرأة في أغلب الاحيان ، فقد زادت تكاليف المعيشة واحتياجات الأبناء ، وأصبح لدى الوالدين العديد من الخطط والأحلام التي يريدان تحقيقها للأسرة ؛ مما يجعل عمل المرأة ضرورة اقتصادية واجتماعية.
وربما من أصعب ما تواجهه المرأة العاملة موازنة واجباتها الاسرية مع واجبات العمل والوظيفة ؛ فلا تستطيع العديد من النساء إيجاد هذا التوازن إلا بمساعدة داخلية، وكذلك خارجية عبر تسهيلات تقدم لها كما هو حاصل في الكثير من دول العالم .
أما المساعدة الداخلية تكون بتعاون الزوج معها في جوانب المهمات المنزلية ؛ ومنها تقاسم مسؤولية الأطفال ورعايتهم ، فرعاية الأطفال تشمل جوانب عديدة ، ومنها تربيتهم تربية رشيدة ، والاهتمام بدراستهم ، وتأديبهم وتهذيبهم ، وأوقات فراغهم وترفيههم ، وهي وظائف أصبحت اكثر صعوبة عما مضى ، بسبب الحياة الحديثة ، والانفتاح الثقافي والإعلامي على العالم ، فلا نضمن جيلا صالحا بدون رعاية أبوية مشتركة ومكثفة تتابع الطفل منذ ولادته ؛ رعاية عاطفية ووجدانية ونفسية وتربوية وعقلية واجتماعية . فكل هذه الجوانب مجتمعة تصنع شبابا متوازنا صحيا نفسيا ووجدانيا.
أما المساعدة الخارجية في بيئة العمل ، فتتضمن العديد من التسهيلات التي تقدم للمرأة ، سواء مايتصل بإجازات الوضع والرعاية المناسبة ، وساعات الإرضاع ، وتخفيف ساعات العمل ، وعدم ممارسة الأعمال الشاقة والصعبة، او الأعمال الليلية التي تبعدها فترات طويلة عن أسرتها وأطفالها، وكذلك توفير بيئة آمنة لاطفالها في الحضانات ورياض الأطفال المرفقة بجهة عملها ، كي تشعر بالاطمئنان على الطفل ، وتشعر بالراحة وهي تؤدي عملها.
هكذا هي الحياة كلما تقدمت كلما زادت تفاصيلها ، وصرنا بحاجة للاهتمام بهذه التفاصيل كي يكون المجتمع أكثر صحة وازدهارا .
جريدة عُمان